الثلاثاء، 28 يونيو 2011

ارفعوا كاميراتكم عن الثانوية العامة!

ارفعوا كاميراتكم عن الثانوية العامة! تحرير مقال



الأحداث العادية تضخمها الأضواء، فتحولها إلى أحداث استثنائية مليئة بالتوتر والقلق..!.
أما بعد..
فلا توجد «ثانوية عامة» على وجه البسيطة تحظي بما تحظي به «ثانويتنا العامة الميمونة» في مصر، من رصد وتتبع، وتصوير وتحليل.. فهذا طالب يصيح، وهذه طالبة تبكى، وهذه حالة إغماء، وهذه حالة هستيريا، وهذه حالة انتحار.. الخ، حتى تحولت الثانوية العامة إلى كابوس مزعج للبلاد والعباد..!.
والعجيب أنَّ لدينا ثانوية أخرى هي «الثانوية الأزهرية»، وهي تؤدي إلى كليات مماثلة كالطب والهندسة والعلوم والتربية.. الخ، ولم تحظ بمثل هذا الصيت المدوي، والاهتمام المشهود، رغم كثرة وصعوبة مناهجها إذا قورنت بـ «الثانوية العامة»، ربما لأن عدد الطلاب بها أقل، فلم يُعِر الإعلام لأصواتهم المتفرقة اهتماماً..!
إنَّ ثقافة البحث عن «الألقاب الخاوية» هي التي جرت المجتمع والمنظومة برمَّتها نحو التردي في هذا الجحيم الذي لم يرحم أحداً.. لم يرحم طلاباً في عمر الزهور حين خطف زهوتهم وبسمتهم، ورسم معالم القلق والخوف على وجوههم.. لم يرحم أولياء أمور أنفقوا عصارة أكبادهم ليظفروا لأولادهم بلقب «طبيب أو مهندس أو ما شابه».. لم يرحم معلمين ومربي أجيال من الخضوع يومياً للتحقيق بسبب «دبوس» في كراسة الإجابة منزوع أو مفقود أو معوج أو..... أو..... الخ!.
الحقيقة أننا نعاني من اختلال بَيِّنٍ في منظومة الأولويات، إذ بنينا من أوهام كليات القمة وكليات القاع مُدناً من رمال، وأقمنا صروحاً من هواء، ثم قذفنا بآمالنا وطموحاتنا في هذا الخواء، فلم تعد لنا قصة سوى قصة «الثانوية العامة»، ولم تعد لنا قضية غير قضية «الثانوية العامة»، وكأننا قد انتهيا من عرض ولفت الانتباه إلى كل القضايا المصيرية التي تحكم مستقبل هذا البلد، فقررنا أن نشغل الناس بما دونها!.
نعم إنَّ «الثانوية العامة» مهمة، ولكن ليست أهم من النيل و من سيناء.. ليست أهم من السد العالي ومن القناة، حتى تحظى بهذا الرصد والتحليل، صحيح أنها حديث الشارع في وقت ما، ولكن ليس كل ما يتحدث به الشارع يعد قضية قومية، خاصة حين يأخذ حيزاً محدوداً من الزمان والمكان بسبب الهالة الإعلامية المبالغ فيها حول الحدث، الذي ما كان له أن يُحْدِث هذا الضغط على أعصاب الجميع لو خلت التغطية من بعض التوابل والمُشهيات!.
أتصور أنه قد آن الأوان كي توجه الآلة الإعلامية - بكل ما لديها من أدوات التأثير - اهتمام الناس نحو القضايا الكبرى للوطن، وأن تجمع قلوبهم وعقولهم وسواعدهم حولها، والإعلام على ذلك لقدير لو أراد.. فكما يقدر على حشد الملايين حول حدث طارئ كمباراة لكرة القدم، أو انتقال نجم للكرة من ناد لآخر.. يقدر أن يُجَمَّع الناس حول الأهداف والمشروعات الكبرى للوطن، بحيث تكون مَحَطَّ تفكيرهم، ومحور كلامهم، ومناط تنفيذهم، وهي رسالة عظمي نأمل من إعلامنا الشامخ أن يتولى أمر غرسها في أعماق المواطنين في المرحلة القادمة.
أرجوكم.. سلطوا أضواء كاميراتكم، ومداد كلماتكم نحو التطوير، لا نحو التعكير والتكدير..!.
والله الموفق،
 
http://www.albedaya-algadida.com/article-1578.html

الاثنين، 20 يونيو 2011

لماذا يخونُ الرجل.. لماذا تخونُ المرأة؟! (1)



عبد القادر مصطفى عبد القادر
 
أطلق السؤال الآنف أحد قراء الاقتصادية الالكترونية الأفاضل، طالباً إجابة ممن لدية ثقافة كافية تبرر تصديه لهذا السؤال الشائك.

ورغم أنني لا أحوز البضاعة الثقافية التي لا تناطح مقالات أساتذة كبار سبقوني في هذا المضمار، ورغم أن الكثيرين تناولوا الأمر بالبحث والتحليل والتعليل، لكني سأحاول إيجاد إجابة مقنعة في حدود هذه البضاعة، وبالقدر الذي أتمني أن يقنع القارئ الحصيف وبقية القراء الأكارم.

أيها السادة.. كي لا ندفن رؤوسنا في الرمال كعادة من يعاني ضعفاً في شخصيته ثم يتذرع بادعاء الخجل أو الحياء ليصرف النظر عن عيبه، أو نتعامى عن الحقائق المُرَّة التي تقرع ناصية واقعنا تحت مبرر "الأمر لا يعنيني"، فلابد أن نتحلى بقدر معقول من الشجاعة لنتمكن من مكافحة سوس ينخر في لبِّ علاقة هي الأسمى والأقدس بين شطري الحياة.. الرجل والمرأة!.

لا يجب أن نغض الطرف عن نار حامية تأكل من العلاقة الزوجية أعز ما فيها.. العفة، نعم العفة التي تعصم طرفي العلاقة المقدسة من الخيانة بالفكرة، أو بالنظرة، أو بالكلمة، أو باللمسة..الخ، تتعرض الآن للتآكل والتهالك، لأن الأسرة والمجتمع سمحا بذلك.. إما إهمالاً، أو انشغالاً، أو مجاراة، أو تشبهاً، أو ما شابه.. لكن المحصلة هي خيانة بصورة ما، من طرف ما، على نحو ما، الأمر الذي يضعُ الجميع في خندق المساءلة عن كيفية اختراق هذا الفيروس المدمر لواقعنا الأسري.

ويبقي السؤال: لماذا تجرأ الرجل فأتي الخيانة بأي درجة من درجاتها، أو كيف تجرأت المرأة - وهي الأكثر خوفاً وحرصاً- فأتت الخيانة بأي درجة من درجاتها؟!.

إنَّ السؤال قد يبدو شائكاً وعسيراً ومخجلاً، ولكن مع ما ترتب على الخيانة من آثار مدمرة على الفرد والأسرة، تبدو تلك الصعاب أمراً هيناً، خاصة والقضية تتطور وتتشعب، والكثيرون يقفون منها موقف المشاهد، رغم كل ما قيل عن أسباب الخيانة الزوجية، ولذا نذكر لعل الذكري تنفع المؤمنين.

أقول إنَّ خللاً ما قد أصاب التركيبة الإيمانية والأخلاقية والنفسية حتى فقدت كثيراً من قوتها وتماسكها في بيئتنا العربية، الأمر الذي أثر على خطوط الدفاع ضد الخيانة بدرجاتها، وذلك لأسباب كثيرة ومتداخلة، ألتقط منها الآتي:-

- أسباب عامة

(1) أسباب خلقية مثل:-
- هشاشة الوازع الديني، وضعف اليقظة الإيمانية، كنتيجة حتمية للتقصير البَيِّن في التربية الخلقية على قيم الدين وثوابته.

(2) أسباب اجتماعية مثل:-
- مصادرة حق الشاب أو البنت في اختيار شريك الحياة، تأثراً ببعض العادات المتوارثة، الأمر الذي يترتب عليه إتمام زواج بغير رغبة الطرفين.
- التفكك الأسري.
- غياب أحد الزوجين عن الآخر.
- تمجيد الذكر والذكورة واعتبار القدرات الجنسية من دواعي الفخر والمباهاة والرجولة.

(3) أسباب ثقافية وتعليمية مثل:-
- تدني المستوي الفكري والثقافي والتعليمي.
- اختلاف المستوي التعليمي بين الزوجين.

(4) أسباب اقتصادية مثل:-
- الفقر والمستوي المعيشي المتدني.
- الإقامة في المساكن العشوائية.

(5) أسباب إعلامية وتكنولوجية مثل:-
- عرض مواد فلمية تدفع إلى ذلك، بل وتشجع عليه.
- استعمال شبكة المعلومات (الانترنت) في الدردشة وإقامة العلاقات المحرمة.

إلى اللقاء في المقال القادم..!!
http://www.aleqt.com/2011/06/19/article_550610.htm

السبت، 18 يونيو 2011

لغة العرب في عين الخطر

عبد القادر مصطفى عبد القادر



إذا كانت مهمة جراح القلب أن يبحث في سلامة ما يحيط به من شرايين كي يحفظ لتلك المضغة صحتها وقوتها، حيث لا صلاح لبقية أعضاء الجسد إلا بصلاحها، فإن شرياناً آخر - يزيد أهمية - يعانى أوجاعاً خطيرة، لكنه لا يتصل بقلب فرد واحد أو بقلوب مجموعة من الأفراد، بل يتصل بهوية أمة، ووجود أمة، وهو شريان غفل أو تغافل عما ألم به كثرة من القائمين على حفظ مجراه وتدفق دمائه، ولم يقف في الميدان منبهاً وصارخاً إلا قلة يسيرة، نثرت ريح الإهمال أصواتها في دروب النسيان، الأمر لا يهدد سلامة قلب فرد، بل يهدد سلامة كيان أمة بأسرها.


ولعلكم تسألون الآن: ما هو الشريان؟ أقول: إنه لغتنا العربية الجميلة!!.


إننا كأفراد ومجتمعات ومؤسسات لا نحتاج إلى كثير من التلفت والتعجب لنعرف من ألقى بلغتنا في هذه الدوامة ذات الدوائر القاسية والمتلاحقة، والتي تأخذ بتلابيبها إلى هوة سحيقة ما لها من قرار، لأننا ببساطة من قذف بها إلى ذاك المصير الموحش، ثم رحنا نتمحك في لغات شرقية وغربية، لنثبت لأربابها أننا تقدميون.. منفتحون.. متحضرون، نملك شجاعة التعاطي مع لغة الآخر، وثقافة الآخر بلا أدنى حرج، حتى غزت تلك اللغات لغتنا في موطنها وفى عقر دارها، والأدهى أن ذهب بعض من يعشقون الدوران في فلك الغير إلى القول بأن ضرورات العولمة تستدعى ذلك وبشدة!!.


يا سادة، قبل أن نشير بأصابع الاتهام إلى الغير كعادتنا عندما تحل بنا مصيبة، يجب أن نتوجه باللوم إلى أنفسنا أولاً، لأننا أول من قصر، وأول من أساء، ولنواجه أنفسنا بتلك الأسئلة:-


:: من الذي ألقى في مجرى لغتنا الصافي تلكم التراكيب الغريبة من عاميات رديئة ومفردات بذيئة؟!


:: من الذي خلط في جدولها الرقراق العذب بعضاً من ألفاظ أعجمية محضة في محاولة لخلط الزيت بالماء؟!


:: من الذي جعل الحديث بها مادة للسخرية والضحك؟!


:: من الذي حط من شأن معلميها وسخر من مدرسيها عبر مسلسلات ومسرحيات وغيرها؟!


:: من الذي سمح لعاميات رديئة باختراق كتابات الفكر والرأي، ومن الذي سمح بتداولها عبر وسائل الإعلام بكافة أشكالها وصورها؟!.


أليس من الوجاهة الآن أن يجلس إلينا من تعلم لغة الآخرين ونسى لغته، فتراه لا يحوز القدرة على طرح فكرته بلغته العربية، فيهرب إلى إبرازها بلغة الأجانب، معتقداً أن الثرثرة بلغة الأعاجم طريق إلى إضفاء بريق من نوع خاص على حضوره وحديثه؟!.


أنا أتعجب من ذاك الذي يتلعثم بشكل مفتعل وهو أمام الكاميرات وكأنه غير عربي، ثم يستحضر لنا بعضاً من الانجليزية أو الفرنسية، ثم يزج بها في حديثه، فيخرج لنا لغة مرقعة لم نسمع عنها قبل ذلك، فلا هي لغة عربية، ولا هي لهجة عامية، ولا هي لغة أجنبية، وأنا هنا لا أنكر تعلم لغات الآخرين، بل أنكر طغيان تلك اللغات على لغتنا في الدراسة وفى الممارسة.


إن اللغة العربية تحتاج إلى الإنصاف والنصرة من أهلها أولاً، وهنا يُضاف إلى دور المجامع اللغوية، والمؤسسات التربوية، وثلة المثقفين والمتخصصين، دور لا يقل أهمية وهو دور كل فرد في المجتمع، فأنا أتصور أن إجادة الحديث والكتابة باللغة العربية فرض عين على كل عربي، ولا يقتصر الأمر على أهل الفكر والاختصاص، وليس المقصود هو إجادة علم البلاغة والنحو، ولكن المقصود هو: كيف أتمكن من الحديث بلغتي بطريقة لائقة ومشرفة؟!.


وحتى أجيب أطرح الموقف الآتي: في بلدتنا الصغيرة تعلمت من رجل كفيف كيف أنطق الحرف من اللغة العربية، رغم أنه لم ينل من التعليم سوى الشيء اليسير، فأين تعلم الرجل النطق الفصيح لكلمات اللغة العربية، وبطريقة تثير العجب؟ أقول: تعلمه من القرآن الكريم، إذ كان حافظاً ومجوداً وقارئاً للقرآن، ومن عجب أنه حفظ القرآن وأتقن تجويده عن طريق أذنيه فقط، إذ كان فاقداً لنعمة البصر، ولفصاحته وحسن بيانه كان خطباء مسجد البلدة يذهبون إليه ليعلمهم القرآن، ثم ليراجعوا عليه خطبة الجمعة، وكان الاندهاش يتملكني وأنا أراه يقول لأحدهم: هذه الكلمة يجب أن تكون مرفوعة وأنت نصبتها، أو منصوبة وأنت كسرتها، وكنت أرى تشبث كل منهم بموقفه، وفى النهاية كانت اللغة تقف إلى جوار هذا الرجل الكفيف عليه رحمة الله.


المقصد، أن قراءة القرآن وسماعه وحفظه أكبر مدرسة لتعلم اللغة العربية، والرجل الذي يكتب كلمات هذا المقال ليس ممن تخصصوا فيها، ولكن منذ طفولتي وأنا أتردد على أماكن حفظ القرآن، حتى انطبعت معالم هذه اللغة السامقة في قلبي وفى وجداني، فرحت أتحدث بها وأكتب بها وأجد لذلك متعة لا تدانيها متعة، فطَبِّعوا ألسنة أولادكم على اللغة العربية بقراءة وسماع وحفظ الكتاب الذي نزل بها، فأعلى قدرها.


ثانياً، يجب أن يُنتقى مُعلم اللغة العربية بعناية فائقة، لاسيما في مرحلة التعليم الأولى، لأن الواقع يقول أن معظم من يُعلمون الأطفال لغة القرآن في تلك المرحلة هم من غير المؤهلين وغير الموهوبين، بل إن بعضهم لا يعرف كيف يقرأ نصوص القرآن المقررة على الأولاد، ولى طفلة تُسمعني ما قالته مُعلمتها فأضرب كفاً بكف من هول ما أسمع، ثم أجد عناءً كبيراً في ضبط لسان ابنتي على الصحيح من اللغة العربية بطريقة لا تفقد بها ذرة واحدة من احترامها لمعلمتها، ولكن إلى متى؟!!

السبت، 4 يونيو 2011

الثورة.. التربية والعصا


06/04/2011 


بقلم: عبد القادر مصطفى

تضع المنح - كما تضع المحن - طبائع وأخلاق الناس على المحك، فتمييز الخبيث من الطيب، والغثُّ من الثمين!.
ولقد أماطت ثورة 25 يناير اللثام عن كثير من الحقائق، التي ما كان لها أن تتبدي لولا أن منَّ الله على مصر بهذا الحدث الجلل، فأخرج من المصريين أفضل وأسوأ ما فيهم من سلوكيات وأخلاقيات، لتقف مصر على حقيقة أبنائها في هذا الظرف الدقيق، ليكون ذلك توطئة جيدة لما سَيُتَّبعْ من إجراءات خلال المرحلة المقبلة.
إنَّ الأحداث تؤكدُ حاجتنا إلى ثورة أخري.. ثورة تمسك بيدها الأولى منهجاً تربوياً عصرياً متكاملاً مستمداً من روح شريعتنا، ومن أصول ثقافاتنا، لتُربي به وعليه الأجيال القادمة، وتمسك باليد الثانية قانوناً صارماً تعاقب به الذين لا ينصاعون للوعظ والتوجيه والتقويم، وهم من اكتسبوا عبر عقود طويلة سلوكيات رديئة لا يفلح معها سوي الحدُّ والتلجيم عبر إجراءات رادعة.
فأما الأول، فلسنا أقل من نضع نظامياً تربوياً دقيقاً يتناول أخلاق وسلوكيات النشء بالتأسيس والبناء والتهذيب والتجميل من خلال آليات عصرية قابلة للهضم والفهم، بعيداً عن الانغلاق المذموم أو الانفتاح الممقوت، وبما يؤسس لجيل معتدل فكرياً، ومنضبط سلوكياً، على أن يساهم في إنشاء هذا النظام علماء الدين و التربية، والمفكرين والأدباء، والمُعلمين والمثقفين، ثم ليطبق هذا النظام بعناية فائقة ومتابعة صارمة على أولادنا في مرحلة التعليم قبل الجامعي عبر خطوات ومراحل مدروسة.
إنَّ ما فرض الحديث عن التربية في المدارس ما تشهده أروقتها من تدنٍ واضح في السلوك، وتراجع مشهود في مستوي الأخلاق، ونقض حاد في مستوي الرقي والتحضر، لأنه لا يوجد نظام تربوي جاد يلتزم به الجميع ويُحاسب على أساسه الجميع، بحيث يصبح الطالب طالباً، والمعلم معلماً، رجوعاً إلى العلاقة المحترمة الراقية بين المعلم والمتعلم، في ظل مفهوم «المدرسة مؤسسة للتربية قبل التعليم»، لأن التربية هي خُلق التعليم، وبدونها لا تعليم.
وأما الثاني، فهو القانون الذي لا يعرف إلا الحق والعدل دون استثناء ولا مجاملة، بحيث يكون هذا القانون أداة ردع وحساب وعقاب لكل من تسول له نفسه أن يخرج عن النص، خاصة مع أولئك الذين تهوي أنفسهم المخالفة والعصيان والإفساد، فلا ضمير يَعصمهم، ولا نصيحة تُرجعهم، ولا تحذير يَزجرهم.. فهؤلاء لن يصلحهم إلا العقاب الذي أساءوا الأدب في غيابه، فمن لا يفهم بالإشارة، تردعه العصا.
-
 abdelkader_khalel@yahoo.com

البداية الجديدة
http://www.albedaya-algadida.com/article-1212.html

الجمعة، 3 يونيو 2011

هل لك بصمة؟!

عبد القادر مصطفى عبد القادر
شيءٌ رائعٌ للغاية أن يكون للفرد أو المجتمع بصمة على جبين الحياة من خلال فكر ثاقب، أو علم نافع، أو إنتاج متميز، أو أي عمل صالح آخر، في أي جانب من جوانب الحياة.

إنَّ الإنسانَ مَخلوقٌ مُسْتخْلفٌ في الأرض ليَعْمُرَها، بما أوتى من عقل وإرادة، إذ العقلُ للتفكير والتدبير، والإرادة لإخراج عَمَلَ العقل إلى حيز التطبيق، وعبر رَصِيدِ التجارب المتعاقبة تتسع خبرة العقل في رَأبِ مناطق الخلل التي أفرزها عمل الإرادة، في مشهد تناغمي جميل بين فكر مُحْكم وعمل مُتقن.

ومن تلاحم عمل العقل وعمل الإرادة تتشكل أرض صالحة تنبت فيها هوية وشخصية كل امرئ على حده، فيتخلق بذلك التباين بين البشر ارتفاعاً وهبوطاً ولكن في شكل منظومي يهب لكل فرد - متى أراد - فرصة الإفصاح عن قدراته ومواهبه أياً كان قدر ومستوى ما يؤديه من عمل، وبغض النظر عن التصنيف العنصري لوجاهة أو وضاعة مهنة فلان أو عِلان، لأنها في النهاية إفصاح عن الذات في حدود ما منحت الأقدار من مَلكاتٍ وقدرات.

معنى هذا، أن كل إنسان يقدر على إحداث بصمة في محيطة ووسطه متى أراد أن يكون إيجابياً.. متى أن يكون فاعلاً لا مفعولاً به.. متى أراد أن يعيش في قلب الحدث لا أن يكون على الهامش، ولا فرق في المضمار بين فرد وآخر وإن تسلطت الأضواء على أحدهم وانزوت عن الآخر، لكن يبقى لكل عمل قيمته وأهميته، حين يؤديه صاحبه بيقظة وضمير لا يسهو ولا يغفل.

في تاريخنا الإسلامي قصة رائعة لرجل بسيط (من العامة) آثر أن يكون له بصمة كُتبت في صفحات التاريخ بحروف من نور.. سُميت القصة بقصة (صاحب الثغر)، مفادها.. أن جيشاً للمسلمين حاصر حصناً منيعاً من حصون الروم مدة طويلة، وما استطاعوا أن يتسلقوه أو يخرقوه لمناعته، حتى اهتدى قائد الجيش إلى فتحة في الحصن لا تسمح إلا بمرور فرد واحد وبجهد جهيد.. نادي القائد في جنده: من منكم ينفذ من الثغر ليفتح باب الحصن؟ فلم يتقدم إلا جندي مجهول بين الجنود، لأن الداخل مقتول لا محالة، فقال: أنا، ولكن بشروط ، فقال القائد: وما هي، قال الجندي:
(1) ألا يُذكر اسمي عند الخليفة.
(2) ألا يسود اسمي في صحيفة.
(3) ألا يُأمر لي بمكافأة.
فتعجب القائد وقال: لك ما طلبت.
فنفذ الجندي من الفتحة وقاتل قتال النمور حتى وصل إلى الباب ففتحه ثم مات، وقضى الأمر، فكان قائد الجيش يقول دائماً في دعائه (اللهم احشرني مع صاحب الثغر.)
فيا عزيزي.. اترك بصمتك مهما كان موقعك.
-
الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2010/01/29/article_341460.html

الخميس، 2 يونيو 2011

المهنة: صائغة جواهر بشرية!



عبد القادر مصطفى عبد القادر
في زمن نضبت فيه المعجزات، وانتهت فيه الخوارق، تستطيع المرأة بما مُنحت من خصائص فطرية، وما اكتسبت من خلفيات ثقافية وتربوية، وما تعلمت من تجارب حياتية، أن تقدم المعجزة وأن تُحدث الخارقة لو أرادت أن تعبر عن نفسها، وأن تفصح عن مواهبها، وأن تُمارس دورها المرموق في صناعة الحياة، وذلك حين تُشارك بدور رئيسٍ وأصيل في صناعة الرجل، وتقديمه للحياة في أفضل صورة.


نعم، تستطيع المرأة أن تؤدى هذه المهمة العظمى، إذا عرفت قدر نفسها، وتَعَرَّفت على قدراتها، وركزت في مهمتها الكبرى التي هُيأت لها من قبل خالقها وبارئها، والتي تأتى على قمة أهم مهامها بالحياة، بعيداً عما يزينه زاعمو مناصرة المرأة في الشرق والغرب من مهام، هي في الحقيقة أوهام تهدف إلى إهدار طاقاتها وقدراتها وملكاتها في قشور الأشياء وتوافهها، مرتكنين إلى آلة إعلامية ضخمة لا تدخر جهداً في صرف انتباها عن قضيتها الرئيسة في المجتمع.


إن المرأة قد تكون ماهرة في صنع الطعام، لكن ليست وحدها الماهرة، فهي مهنة نازعها الرجال فيها، وربما تفوقوا عليها، وقد تكون بارعة في الحياكة والأناقة، ولكن ليست وحدها البارعة، فهي مهنة لاحقها الرجال فيها، وربما سبقوها، وقد تكون ناجحة في شئون التدبير والاقتصاد المنزلي، ولكن ليست وحدها الناجحة، فقد تداخل معها رجال ربما كانوا أكثر نجاحاً منها، وهكذا فقد تكون المرأة سابقة أو لاحقة في كثير من المهن التي تنازل الرجل فيها وتصارعه، ولكل منهما بعضُ جولات ينتصر أو تنتصر فيها حسب طبيعة الظرف الراهن.


لكن للمرأة منطقة تتمتع بالخصوصية الشديدة، لا يمكن لأحد - سواها- أن يشغلها، أو يقترب منها، وهى منطقة الأمومة بكل ما تحمل الكلمة من معان ودلالات، إذ لا يصلح أن يكون أماً سوى المرأة بحكم طبيعتها وتكوينها كأنثى، ثم يأتي دور الثقافة التربوية كعامل أساسي لبلورة هذه الأمومة إلى أساليب وطرق لبناء رجل المستقبل.


إن الأمومة هي حجر الزاوية في بناء كيان الرجل، وصناعة شخصيته، وصياغة هويته، والأمومة لا تبدأ من مرحلة الميلاد، إنما تبدأ من مرحلة اختيار الزوج الذي سيكون أباً للأبناء القادمين إن شاء الله، فالمرأة التي لا تدقق في اختيار زوجها، تهدر عنصراً هاماً من عناصر بناء أبنائها، إذ يتأثر الولد بأخلاق أبيه، وبشخصية أبيه التي فرضتها عليه أمٌ - ربما- لم تحسن الاختيار. 

ثم يقفز إلى الحلبة مكون آخر من مكونات بناء الرجل، يتمثل في مسئولية الأم عن ولدها من لحظة أن تحمله جنيناً في أحشائها، إذ ثبت علمياً أن العوامل النفسية والسلوكية للأم تؤثر تأثيراً عميقاً في شخصية جنينها، فالحزن والاكتئاب، والعصبية، والتدخين، والعادات الغذائية السيئة تؤثر سلباً على الجنين من حيث التكوين والمضمون، والعكس صحيح.

والأم حين ترضع طفلها من صدرها، لا ترضعه عناصر غذائية هامة لبنائه بناءً سليماً وانتهى الأمر، وإنما تمنحه السكينة والاطمئنان، وتُقيم بينها وبين طفلها علاقة من الارتباط والمودة والحب، وفى ذلك أكبر حكمة إلهية على أهمية الرضاعة الطبيعية التي تحدث عنها القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنّ}، والمرأة حين تعرض عن هذا المنهج وتلتفت إلى الدعاوى الوافدة بضرورة المحافظة على جمال جسدها، فتهمل حقاً أصلياً لطفلها، فإنها تطعن أمومتها في مقتل، إذ تشاركها هذه الأمومة قطع بلاستيكية، ثم تنتج في النهاية طفلاً يعانى نقوصات بدنية ونفسية. 

ثم تأتى مرحلة التربية بكل أبعادها النفسية، إذ يتعلم الطفل من أمه خلال سنين عمره الأولى الرحمة أو القسوة، ويتعلم منها الحب أو الكراهية، ويتعلم منها العطاء أو الجحود، ويتعلم منها الإيثار أو الأنانية، ويتعلم حب الخير أو الشر، ويتعلم منها المشاركة أو الاعتزال..الخ، وهى صفات تنتقل من مرحلة إلى أخرى فتنمو بنمو الطفل، حتى نرى بعد ذلك رجلاً في المجتمع يحمل صفات الخير، أو يحمل صفات الشر. 

وبعد، فإني أتساءل..هل في الحياة مهنة أعظم من مهنة اختارها الله لكِ أيتها المرأة، وميزكِ بها عمن سواكِ؟!.

هل في الحياة مهنة أروع من صناعة الرجل!.
-
http://www.aleqt.com/2010/05/23/article_396797.html

الأربعاء، 1 يونيو 2011

زوجة لا تفهم .. زوجة لا ترحم

عبد القادر مصطفى عبد القادر
 
عزيزي الزوج .. أن تُلقي بك الأقدار في شباك زوجة لا تملك موهبة الإحساس بك، ولا تحوز أي مقدرة على تغيير طبعها لتتوافق معك .. فاعلم أنك هالك لا محالة ما لم تقع معجزة إلهية تنجيك من هذا الكرب العظيم.

أعلم أنه على عاتق الزوجة يقوم البيت ويزدهر، إن استجابت لفطرتها، وراعت بارئها، و أعلم كذلك أن بيدها دكُّ وهدم البيت من قواعده، إن تخلت عن دورها، وآثرت العصيان لزوجها، استجابة لدعوات فارغة تهب من حين لآخر حاملة على متنها أسرار انهيار البيوت الزوجية وخرابها.

إن الزوجة حين تحجب عقلها عن محاولة فهم طبع زوجها وتُصر في كبر وعناد على عدم الانصياع لنصحه وإرشاده، بل وتتجاهل كل ما يرضيه ويسعده من أمور حلال، ثم تمضي عامدة نحو المناطق التي تثير غضبه وتغير صدره بلا أدنى اكتراث، لهي في الحقيقة مُصيبة يصعب الصبر عليها، أو التكيف معها، خاصة مع رجل يعتز بقوامته ورجولته. من ناحية أخرى، فإن الطلاق الذي هو أبغض الحلال، صار طوقاً من لهب يطوق به الرجل نفسه إن مضى إليه، خاصة إن كان بين الزوجين أطفال أبرياء لا ذنب لهم في فراق سوف يؤثر في مسيرتهم في الحياة بلا شك، كذا ما يسفر عنه الطلاق من تكاليف باهظة لا يقدر عليها كثير من الرجال، وبين النارين يعيش الرجل حياة لا راحة فيها ولا سكينة.

ويبدو أن النساء قد فَطِنَّ إلى هذا الأمر فسعين قُدماً نحو تكثيف جرعات النكد اليومي، بنظام الوجبات الثلاث، صباحاً وظهراً وعشاءً، وذلك حتى يتناول الرجل مع طعامه حبوب النكد، فيفقد شهيته، وتزيد نسبة الحموضة في معدته، والمرارة في حلقه، فلا يُهضم له طعام، ولا يستقر له قولون، جراء إشعال غضبه بطريقة العرض المستمر.
ولذا فلا عجب أن تنتشر أمراض العصر من سكري وضغط دم وغيرهما من أمراض بين الرجال بنسب تفوق ما يصيب النساء أضعافاً مضاعفة، لأن أعصاب الرجل ودماءه موضوعة - بفعل فاعل - على نصل مسنون من فصول لمشكلات لا تنتهي أبدا، ومطلوب من الرجل وفى كل الأوقات أن يكون أذناً واعية وعقلاً صافيا لتلَقي تلك المشكلات وإبراز الحلول لها، وما على الزوجة إلا السرد فقط، دون أن تجهد ذهنها أو عضلاتها، وما عليها إلا القول: لقد كلت حيلتي فتصرف أنت.

حدثني صديق لي فقال: إن زوجتي لا تبخل علي أبداً بوجبات المشكلات مهما صغُرت ومهما كانت تافهة، فمع الصباح وأنا لم أزل في غيبوبة النوم ولم أسترد وعيي بعد، أجد الصراخ في وجهي، وكأن مصيبة كبرى قد وقعت، فإذا بها تقول: ابنك لا يريد أن يذهب إلى الحمام .. ابنتك لا تريد أن تمشط شعرها .. أولادك لا يريدون شرب اللبن.. ابنتك لا تريد اصطحاب أخيها إلى المدرسة ... إلخ، وكأن هذه مشكلات عويصة لا تقدر زوجتي على التعامل معها .. ثم في كل وقت يتكرر المشهد نفسه، حتى أثور من كثرة الثرثرة، فألجأ إلى العصا فأضرب، فيكون رد الفعل منها أني أنا الذي أخطأت.. وهكذا فإن حرق دمائي وأعصابي أضحى إدماناً مزمناً لدى زوجتي، فما أصنع؟!.

هذا هو حال صديقي، وأظنه حال كثيرين يؤثرون الصمت وعدم الشكوى من زوجات لا يستطعن توفير الهدوء والسكينة في بيوتهن بسوء الفهم وسطحية التصرف، ولذا فلا مبرر لعويل زوجة قد فر منها زوجها وطار إلى عش آخر يلتمس فيه ما يرجو من رحمة وحنان.

باحث في علم الإحصاء
------
http://www.aleqt.com/2009/12/11/article_314648.html

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...