لا يمكن لفكرة أن تصل وصولاً مؤثراً إلى أي عقل أو قلب أو ضمير ما لم تكن نابعة من قلب من آمن بها وعمل بمقتضاها وسار على هديها، وإلا تحولت إلى مجرد كلمات لا يتخطى أثرها أذن من سمعها.
الدعوة إلى الالتزام بالقيم النبيلة والمثل العليا ديناً، وإلى احترام القانون والعرف العام دنيا، لا يكفيها بلاغة اللفظ أو حسن العرض، ولكن تتعطش أولاً إلى كبير أو مسؤول يتمثلها إيماناً لا استعراضاً، على نحو يولد قناعة لدى الآخرين بضرورة الاقتداء بأنموذج جعلها منهجاً سارياً في حياته أولاً.
إن الإعلام الفضائي بهيئته الراهنة أغرى أهل الكلمة بأن جرهم إلى استعراض عضلاتهم في نحت العبارات المنمقة عن الدين والدنيا في مشهد لا ينقصه البيان، ولكن يفتقد بشدة إلى اعتماده بتوقيع العمل وخاتم التطبيق!
إننا أمام سيول من الخطب والمواعظ والنصائح، ولكن أرض الميدان تعاني جفافاً وتشققاً وحرماناً، ذلك لأنها سيول توجه إلى البحر، ولا توجه إلى أرض التطبيق فتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
في غزوة الخندق والمسلمون يحفرون حول المدينة أخدوداً لحمايتها من بطش قريش وحلفائها، جاء رجل إلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يشكو له شدة الجوع، كاشفاً له عن حجر ربطه فوق بطنه.. فما كان من رسول الله إلا أن كشف عن بطنه الشريف، فرأي الشاكي فوق بطن النبي القدوة بدل الحجر اثنين، وقد كان بمقدوره «عليه الصلاة والسلام» أن يتكلم وسيقتنع الرجل لا محالة!.
إن الأمة في وقت المحنة والشدة تحتاج إلى قادة مسؤولين، يشاطرون الناس آلامهم على الأرض، لا أن يرسلون من الأبراج العاجية رسائل العزاء والمواساة، فما فائدة رسالة تسقط من مسؤول يستقل طائرة إلى أناس يغرقون، قائلاً « نشاطركم الأحزان»!.
رضي الله عن الفاروق عمر خليفة رسول الله، الذي ظل يخدم عجوزاً عمياء شهراً كاملاً من بعد صلاة الفجر، ورضي الله عنه حين حمل الدقيق فوق ظهره وذهب إلى أطفال يبكون فعجن وخبز وأطعم، وما ترك الصغار إلا وقد ابتسموا وناموا.
هذا هو الطريق ولا طريق سواه.
المقال منشور بالاقتصادية الالكترونية ورابطه:
http://www.aleqt.com/2012/03/24/article_639851.html
الدعوة إلى الالتزام بالقيم النبيلة والمثل العليا ديناً، وإلى احترام القانون والعرف العام دنيا، لا يكفيها بلاغة اللفظ أو حسن العرض، ولكن تتعطش أولاً إلى كبير أو مسؤول يتمثلها إيماناً لا استعراضاً، على نحو يولد قناعة لدى الآخرين بضرورة الاقتداء بأنموذج جعلها منهجاً سارياً في حياته أولاً.
إن الإعلام الفضائي بهيئته الراهنة أغرى أهل الكلمة بأن جرهم إلى استعراض عضلاتهم في نحت العبارات المنمقة عن الدين والدنيا في مشهد لا ينقصه البيان، ولكن يفتقد بشدة إلى اعتماده بتوقيع العمل وخاتم التطبيق!
إننا أمام سيول من الخطب والمواعظ والنصائح، ولكن أرض الميدان تعاني جفافاً وتشققاً وحرماناً، ذلك لأنها سيول توجه إلى البحر، ولا توجه إلى أرض التطبيق فتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
في غزوة الخندق والمسلمون يحفرون حول المدينة أخدوداً لحمايتها من بطش قريش وحلفائها، جاء رجل إلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يشكو له شدة الجوع، كاشفاً له عن حجر ربطه فوق بطنه.. فما كان من رسول الله إلا أن كشف عن بطنه الشريف، فرأي الشاكي فوق بطن النبي القدوة بدل الحجر اثنين، وقد كان بمقدوره «عليه الصلاة والسلام» أن يتكلم وسيقتنع الرجل لا محالة!.
إن الأمة في وقت المحنة والشدة تحتاج إلى قادة مسؤولين، يشاطرون الناس آلامهم على الأرض، لا أن يرسلون من الأبراج العاجية رسائل العزاء والمواساة، فما فائدة رسالة تسقط من مسؤول يستقل طائرة إلى أناس يغرقون، قائلاً « نشاطركم الأحزان»!.
رضي الله عن الفاروق عمر خليفة رسول الله، الذي ظل يخدم عجوزاً عمياء شهراً كاملاً من بعد صلاة الفجر، ورضي الله عنه حين حمل الدقيق فوق ظهره وذهب إلى أطفال يبكون فعجن وخبز وأطعم، وما ترك الصغار إلا وقد ابتسموا وناموا.
هذا هو الطريق ولا طريق سواه.
المقال منشور بالاقتصادية الالكترونية ورابطه:
http://www.aleqt.com/2012/03/24/article_639851.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق