الاثنين، 20 يونيو 2011

لماذا يخونُ الرجل.. لماذا تخونُ المرأة؟! (1)



عبد القادر مصطفى عبد القادر
 
أطلق السؤال الآنف أحد قراء الاقتصادية الالكترونية الأفاضل، طالباً إجابة ممن لدية ثقافة كافية تبرر تصديه لهذا السؤال الشائك.

ورغم أنني لا أحوز البضاعة الثقافية التي لا تناطح مقالات أساتذة كبار سبقوني في هذا المضمار، ورغم أن الكثيرين تناولوا الأمر بالبحث والتحليل والتعليل، لكني سأحاول إيجاد إجابة مقنعة في حدود هذه البضاعة، وبالقدر الذي أتمني أن يقنع القارئ الحصيف وبقية القراء الأكارم.

أيها السادة.. كي لا ندفن رؤوسنا في الرمال كعادة من يعاني ضعفاً في شخصيته ثم يتذرع بادعاء الخجل أو الحياء ليصرف النظر عن عيبه، أو نتعامى عن الحقائق المُرَّة التي تقرع ناصية واقعنا تحت مبرر "الأمر لا يعنيني"، فلابد أن نتحلى بقدر معقول من الشجاعة لنتمكن من مكافحة سوس ينخر في لبِّ علاقة هي الأسمى والأقدس بين شطري الحياة.. الرجل والمرأة!.

لا يجب أن نغض الطرف عن نار حامية تأكل من العلاقة الزوجية أعز ما فيها.. العفة، نعم العفة التي تعصم طرفي العلاقة المقدسة من الخيانة بالفكرة، أو بالنظرة، أو بالكلمة، أو باللمسة..الخ، تتعرض الآن للتآكل والتهالك، لأن الأسرة والمجتمع سمحا بذلك.. إما إهمالاً، أو انشغالاً، أو مجاراة، أو تشبهاً، أو ما شابه.. لكن المحصلة هي خيانة بصورة ما، من طرف ما، على نحو ما، الأمر الذي يضعُ الجميع في خندق المساءلة عن كيفية اختراق هذا الفيروس المدمر لواقعنا الأسري.

ويبقي السؤال: لماذا تجرأ الرجل فأتي الخيانة بأي درجة من درجاتها، أو كيف تجرأت المرأة - وهي الأكثر خوفاً وحرصاً- فأتت الخيانة بأي درجة من درجاتها؟!.

إنَّ السؤال قد يبدو شائكاً وعسيراً ومخجلاً، ولكن مع ما ترتب على الخيانة من آثار مدمرة على الفرد والأسرة، تبدو تلك الصعاب أمراً هيناً، خاصة والقضية تتطور وتتشعب، والكثيرون يقفون منها موقف المشاهد، رغم كل ما قيل عن أسباب الخيانة الزوجية، ولذا نذكر لعل الذكري تنفع المؤمنين.

أقول إنَّ خللاً ما قد أصاب التركيبة الإيمانية والأخلاقية والنفسية حتى فقدت كثيراً من قوتها وتماسكها في بيئتنا العربية، الأمر الذي أثر على خطوط الدفاع ضد الخيانة بدرجاتها، وذلك لأسباب كثيرة ومتداخلة، ألتقط منها الآتي:-

- أسباب عامة

(1) أسباب خلقية مثل:-
- هشاشة الوازع الديني، وضعف اليقظة الإيمانية، كنتيجة حتمية للتقصير البَيِّن في التربية الخلقية على قيم الدين وثوابته.

(2) أسباب اجتماعية مثل:-
- مصادرة حق الشاب أو البنت في اختيار شريك الحياة، تأثراً ببعض العادات المتوارثة، الأمر الذي يترتب عليه إتمام زواج بغير رغبة الطرفين.
- التفكك الأسري.
- غياب أحد الزوجين عن الآخر.
- تمجيد الذكر والذكورة واعتبار القدرات الجنسية من دواعي الفخر والمباهاة والرجولة.

(3) أسباب ثقافية وتعليمية مثل:-
- تدني المستوي الفكري والثقافي والتعليمي.
- اختلاف المستوي التعليمي بين الزوجين.

(4) أسباب اقتصادية مثل:-
- الفقر والمستوي المعيشي المتدني.
- الإقامة في المساكن العشوائية.

(5) أسباب إعلامية وتكنولوجية مثل:-
- عرض مواد فلمية تدفع إلى ذلك، بل وتشجع عليه.
- استعمال شبكة المعلومات (الانترنت) في الدردشة وإقامة العلاقات المحرمة.

إلى اللقاء في المقال القادم..!!
http://www.aleqt.com/2011/06/19/article_550610.htm

ليست هناك تعليقات:

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...