عزيزي الزوج .. أن تُلقي بك الأقدار في شباك زوجة لا تملك موهبة الإحساس بك، ولا تحوز أي مقدرة على تغيير طبعها لتتوافق معك .. فاعلم أنك هالك لا محالة ما لم تقع معجزة إلهية تنجيك من هذا الكرب العظيم.
أعلم أنه على عاتق الزوجة يقوم البيت ويزدهر، إن استجابت لفطرتها، وراعت بارئها، و أعلم كذلك أن بيدها دكُّ وهدم البيت من قواعده، إن تخلت عن دورها، وآثرت العصيان لزوجها، استجابة لدعوات فارغة تهب من حين لآخر حاملة على متنها أسرار انهيار البيوت الزوجية وخرابها.
إن الزوجة حين تحجب عقلها عن محاولة فهم طبع زوجها وتُصر في كبر وعناد على عدم الانصياع لنصحه وإرشاده، بل وتتجاهل كل ما يرضيه ويسعده من أمور حلال، ثم تمضي عامدة نحو المناطق التي تثير غضبه وتغير صدره بلا أدنى اكتراث، لهي في الحقيقة مُصيبة يصعب الصبر عليها، أو التكيف معها، خاصة مع رجل يعتز بقوامته ورجولته. من ناحية أخرى، فإن الطلاق الذي هو أبغض الحلال، صار طوقاً من لهب يطوق به الرجل نفسه إن مضى إليه، خاصة إن كان بين الزوجين أطفال أبرياء لا ذنب لهم في فراق سوف يؤثر في مسيرتهم في الحياة بلا شك، كذا ما يسفر عنه الطلاق من تكاليف باهظة لا يقدر عليها كثير من الرجال، وبين النارين يعيش الرجل حياة لا راحة فيها ولا سكينة.
ويبدو أن النساء قد فَطِنَّ إلى هذا الأمر فسعين قُدماً نحو تكثيف جرعات النكد اليومي، بنظام الوجبات الثلاث، صباحاً وظهراً وعشاءً، وذلك حتى يتناول الرجل مع طعامه حبوب النكد، فيفقد شهيته، وتزيد نسبة الحموضة في معدته، والمرارة في حلقه، فلا يُهضم له طعام، ولا يستقر له قولون، جراء إشعال غضبه بطريقة العرض المستمر.
ولذا فلا عجب أن تنتشر أمراض العصر من سكري وضغط دم وغيرهما من أمراض بين الرجال بنسب تفوق ما يصيب النساء أضعافاً مضاعفة، لأن أعصاب الرجل ودماءه موضوعة - بفعل فاعل - على نصل مسنون من فصول لمشكلات لا تنتهي أبدا، ومطلوب من الرجل وفى كل الأوقات أن يكون أذناً واعية وعقلاً صافيا لتلَقي تلك المشكلات وإبراز الحلول لها، وما على الزوجة إلا السرد فقط، دون أن تجهد ذهنها أو عضلاتها، وما عليها إلا القول: لقد كلت حيلتي فتصرف أنت.
حدثني صديق لي فقال: إن زوجتي لا تبخل علي أبداً بوجبات المشكلات مهما صغُرت ومهما كانت تافهة، فمع الصباح وأنا لم أزل في غيبوبة النوم ولم أسترد وعيي بعد، أجد الصراخ في وجهي، وكأن مصيبة كبرى قد وقعت، فإذا بها تقول: ابنك لا يريد أن يذهب إلى الحمام .. ابنتك لا تريد أن تمشط شعرها .. أولادك لا يريدون شرب اللبن.. ابنتك لا تريد اصطحاب أخيها إلى المدرسة ... إلخ، وكأن هذه مشكلات عويصة لا تقدر زوجتي على التعامل معها .. ثم في كل وقت يتكرر المشهد نفسه، حتى أثور من كثرة الثرثرة، فألجأ إلى العصا فأضرب، فيكون رد الفعل منها أني أنا الذي أخطأت.. وهكذا فإن حرق دمائي وأعصابي أضحى إدماناً مزمناً لدى زوجتي، فما أصنع؟!.
هذا هو حال صديقي، وأظنه حال كثيرين يؤثرون الصمت وعدم الشكوى من زوجات لا يستطعن توفير الهدوء والسكينة في بيوتهن بسوء الفهم وسطحية التصرف، ولذا فلا مبرر لعويل زوجة قد فر منها زوجها وطار إلى عش آخر يلتمس فيه ما يرجو من رحمة وحنان.
باحث في علم الإحصاء
------
http://www.aleqt.com/2009/12/11/article_314648.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق