السبت، 28 مايو 2011

سوق الإعلام الفضائي!




عبد القادر مصطفى عبد القادر
.. إذا أصبح تحقيق الربح هدفاً وحيداً لما يمكن أن نسميه بــ «الإعلام الجديد»، أو «الإعلام الفضائي»، فلا عجب أن تتحول الرسالة إلى تجارة، عبر مواد تُحْدثُ دوياً لجذب جمهور المشاهدين، ولا تصيب هدفاً إلا ما يملأ جيوب أصحاب الفضائيات من جيوب المشاهدين المُغرر بهم. 

لقد امتطى الإعلامُ الجديد ظهرَ الفضاءِ، في ظل ثورة هائلة في مجالي المعلومات والاتصالات، فصَالَ وجَالَ بلا حدود أو قيود، وتكاثرت فضائياته كتكاثر الجراد، حتى أضحى من اليسير على المشاهد العادي أن يتجول في أرجاء العالم - بحرية تامة - وهو جالس في مكانه يحتسي بعض أكواب الشاي، بينما تكبس يده الأخرى بعض أزرار تنقله فوراً بين فضائيات لا تحصى ولا تعد!. 

في هذا البحر اللجي، انطمست معالم الرسالة الإعلامية الهادفة، من حيث كونها مشروعاً تنويراً، تثقيفياً، توعوياً، وذلك حين رَحَلَتْ عن ساحة الإعلام الفضائي ”العقلية المهنية“، وحَلَّتْ محلها ”العقلية التجارية“، اعتقاداً بأن نجاح المؤسسة الإعلامية يكمن فيما تحققه من أرباح مادية، ولذا ركض أصحابها بلا توقف نحو الربح السريع، ولو دهسوا وهم يركضون قيم وأخلاق المجتمع، زاعمين أن ”السطحيات“ أو”التفاهات“ سلع إعلامية مطلوبة من جمهور المشاهدين!.

إنّ الأمر لا يحتاج إلى كثير من التأمل لنَخْلُصَ إلى أن كثيراً من فضائياتنا الميمونة قد تجاوزت باجتراء مبادئ العمل الإعلامي المسؤول، الذي يحافظ على هوية الأمة، وثوابتها، ومعتقداتها، لتقدم فصولاً من مواد عبثية، لا تمت للرسالة الإعلامية بأي صلة..!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي التسويق لمستحضرات التجميل والتخسيس، أو الدعاية للأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية؟!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي التخصص في أعمال السحر والشعوذة وقراءة الكف ومعرفة الحظ بالورق؟!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي فتح نوافذ للغزل، وتبادل كلمات الغرام، على الهواء مباشرة؟!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي طلب الربح السهل باستنزاف أرصدة المشاهدين عن طريق الرسائل القصيرة SMS))؟!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي نشر ثقافة الاستهلاك والترويج لحياة الراحة والكسل؟!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي عرض أغاني الفيديو كليب، وعرض البرامج والدراما التي تخدش الفضيلة و تجرح الحياء العام؟!.
• من قال إن رسالة الإعلام الفضائي هي تفسير الأحلام، ومعالجة المرضى، وإصدار الفتاوى على الهواء؟!. 

إنّ كثيراً من الشباب قد غيَّروا أنماط حياتهم تأثراً بما تقدمه هذه الفضائيات من مواد، فمنهم من غيَّر من طريقة كلامه ولغة اتصاله بالمجتمع، ومنهم من غيَّر من عادات نومه ومواعيد تناول طعامه وشرابه، ومنهم من غيَّر طريقة لباسه وقصة وتسريحة شعره، وما تبع ذلك من تبذير وإنفاق وشراهة في الاستهلاك، إضافة لما تمارسه مواد الفضائيات المعنية من تأثيرات سلبية على القيم والأخلاق، والموروثات الفكرية والثقافة لهذه الشريحة الهامة في المجتمع. لقد لاقت المواد الترفيهية السطحية العبثية إقبالاً متزايداً من المشاهدين، خاصة من فئة الشباب والمراهقين، ولك أن تتصور ما تعكسه أغاني ”الفيديو كليب“ وبعض البرامج من صور خليعة ومبتذلة، غايتها الإثارة وتحريك كوامن الغريزة، مستهدفة شباب غض مملوء بالحيوية والطاقة، لتطمس هويته، وتبدد طاقته، وتدمر دينه. 

للأسف، لقد بات إعلامنا الفضائي سوقاً مفتوحة لكل السلع صالحها وفاسدها، ثمينها وغثها، بل وأضحت بضائع الغير تمر بلا فحص، وتُعرض بلا رقيب، وكأن إعلامنا الفضائي يريد أن يثبت لأهل السبق أنه إعلام متحرر، ومنفتح على الغير، وليس لديه تشدد أو تعصب، وهذا خطأ كبير وجسيم، إذ ليس معنى التكامل بين الشعوب والثقافات لخلق أطر مشتركة للتفاهم والتعايش، أن أنزع ذاتي من جذورها، وأن أطمس معالم هويتي، وأن أنسى تراثي وحضارتي، ثم أدور في فلك الغير، ظناً بأن الغير سوف يسعده ذلك، وهو ظن هش وبائر، فمن لا يقدر أن يحترم نفسه.. لن يحترمه غيره!. 

إننا أمام نمط إعلامي يجب أن يتغير، ليعبر عن شخصيتنا ومعتقداتنا وثقافتنا وتقاليدنا، ليعرض قضايانا ويناقش مشكلاتنا، ليبني وعياً ويرسخ انتماءً وينشئ فكراً، بما يتفق وميول واحتياجات وثقافة الإنسان العربي. لقد أثبتت التجربة مدي فاعلية وتأثير وسائل الإعلام على توجهات وسلوك الجماهير، وهنا يمكن للإعلام أن يقوم بدور مؤثر في إعادة بناء أفراد المجتمع بما يجعلهم قادرين على التصدي لمسؤولياتِ عصرهم، وبما يجعلهم مؤهلين لتحقيق آمالهم وأهدافهم في الحياة. 

نسأل الله التوفيق لعمل الخير.

أيُّهما تختار: القادوم أم المِسْمَار؟!





بقلم: عبد القادر مصطفى عبد القادر *
الفاعلُ، مرفوعٌ دائماً، و القادومُ يُمثله، مع فارق بسيط وهو: أن الفاعل يُرفع بالضمة، و القادومُ يُرفع باليَدِّ، وأما المفعولُ به، فمنصوبٌ دائماً، والمسمار يمثله، مع فارق بسيط وهو أن المفعولَ به يُنْصَبُ بالفتحة، والمسمار يُنْصَبُ بالطرق!.
هذا، والفاعلُ يتقدمُ على المفعول به، وكذا القادومُ يتقدمُ على المسمار، أي أن الفاعل، وهو: «القادوم» يُعَدُّ مرسلاً، والمفعول به، وهو: «المسمار» يُعَدُّ مستقبلاً، وبذا فالثاني يتأثر دائماً «بطرق» الأول، وما عليه إلا أن يستجيبَ ويَمُر، ليرحم الرأس من عناء الطرق!.


والناس - في الحقيقة - ينقسمون إما إلى قوادم طارقة، أو إلي مسامير مطروقة، وإن مَالَ أغلبهم إلى القسم الأول، لأنه الجانب الآمر، والنفس - بطبيعتها - تعشق الإمارة والسلطة، ويظل الوصول إلى أحد بؤرها المنيعة حلماً يراود جل النفوس على اختلاف مراتبها، وإن تباينت الأهداف، وتعددت سبل الوصول، وذلك طلباً للنفوذ، والقوة، والشهرة، والمَنْعَة!.


في عوالم ما دون عالم البشر، تقول القوة كلمتها، فالأقوى يبقي ويسود، أي تضعه القوة في خانة القادوم، أي الفاعل أو الطارق، ويبقي كذلك ما دام هو الأقوى، فإذا دارت الأيام دورتها وتراجعت القوة تحت مقصلة الزمن، تراجع تلقائياً إلى خانة المسمار، أي المفعول به، أو المطروق، وهكذا يبقى قانون القوة هو المعيار الأوحد الذي تتحدد على ضوئه مناطق النفوذ في عالم الغابة، وما شاكله من عوالم. 
قبل أن يعرف الإنسان الحضارة، وقت أن كان يحيا في الكهوف، وفي فترات اندثار النظم والقوانين، وعلوّ صوت الهمجية والتخلف، تبني البشر قانون الغاب، فتسيدهم أقواهم وأشرسهم، وليس بالضرورة أفضلهم وأقومهم، إذ كانت تتواري كل معالم الإنسانية الراشدة، التي تدعو إلى إعمال العقل والمنطق والنظام في تلك المحطات المُظلمة، وتصبح لغة القهر والبطش هي العملة المتداولة والسائدة، على نحو يجعل قوة البدن آمرة لقوة العقل ومهيمنة عليها!.


تلك الفكرة تبدلت حين أضحي للبشر منهجاً أو قانوناً أو نظاماً يحتكمون إليه في شئون حياتهم، فراحوا يأمِّرون أذكاهم عقلاً، وأقواهم حجة، وأصوبهم رأياً، وأرجحهم منطقاً، كي يكون قائداً لهم، وواجهة تمثلهم حين يتفاوضون أو يعرضون منطقهم على الغير.. ذلك يحدث على مستويات متعددة، رسمية، وغير رسمية، تبدأ بالأسرة وتنتهي بالدولة، ويمضي الأمر في سياقه الطبيعي والمنطقي ما دام هنالك نظاماً شفافاً يفرز ويغربل ويدفع الأفضل إلى مقدمة الصفوف.


لكن شهوة السُلطة تجعل بعض البشر يسقطون من حين لآخر في أوحال التحايل والالتفاف حول النظم من أجل سرقة بعض أضواء السلطة، أو التقاط بعض نفوذها بغير وجه حق، إما بالتملق، أو النفاق، أو الرشوة، أو الوساطة، أو باستعمال الأنفاق الخفية والأبواب الخلفية، وهنا يختل ميزان العدل بين الكفاءة وبين المنصب، وتقع الطامة بارتفاع الأنصاف وانخفاض الأكفاء.. قال النبي "صلى الله عليه وسلم": «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، وقال أيضاً: «لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها».


إن أسوأ ما يواجه أي مجتمع على الإطلاق أن يُحرم من مُبدعيه ومَوهوبيه، لأن الكفاءة لم تعد كافية أو شافعة كي يتبوأ صاحبها المكانة التي يستحق، وذلك حين يتم الزج بعناصر تتفق مع الأهواء في مسألة تقييم الكفاءات، بحيث تتواري الموضوعية عن ساحة التقييم، ولا يبدو منها غير اسمها لإسبال الشرعية على موضوعها أمام الرأي العام، والمجتمع هو من يدفع في النهاية فاتورة «وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب». 
وحتى يكون الكلام اقتصادياً لا إنشائياً، لا بد من ذكر بعض الآثار السلبية الناجمة عن اختلال الميزان بين الكفاءة والمنصب أو المهنة أو الوظيفة، في النقاط التالية:-
(1) تفشي الفساد المالي والإداري في الكيانات الاقتصادية من الداخل، الأمر الذي ينخر عمودها الفقري، ويهددها بالشلل والانهيار في أي لحظة.
(2) توظيف الاستثمار في العنصر البشري نحو الاتجاه الخطأ، لأنه استثمار يتم على شخص غير ذي كفاءة، أو غير ذي موهبة في المجال.
(3) سوء استخدام الموارد المتاحة، بل وإهدارها في كثير من الأحيان.
(4) ضعف مستوي الإنتاج من حيث الكيف، وتدني مستوي الدخل.
(5) إضعاف فعالية القرارات والسياسات الاقتصادية.
(6) خلق احتمالات متزايدة للجريمة المنظمة.
ديننا منع المُجاملات ولو كانت للمقربين، وولي في المناصب الأكفاء لها، فهذا أبو ذر الغفاري، الصحابي الجليل، راوي الحديث، قال: قلت: «يا رسول الله ألا تستعملني؟» فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خِزيٌ و ندامة، إلا من أخذها بحقها و أدّى الذي عليه فيها»، ولم يكن ذلك لمواقف شخصية، ولكن كان إنصافاً للحق الذي أولى بالإتباع. 
إن تحويل المطرقة إلى مسمار، أو المسمار إلى مطرقة، هو توظيف للأشياء ضد طبيعتها وضد تكوينها وضد ما خلقت له، فأني لمن تحول عن طبيعته أن يؤدي؟!.
وبعد، فيا عزيزي القارئ.. أيهما تختار؟!.

الجمعة، 27 مايو 2011

فَكِّرْ أنْ تُسْعِدَ إنسانا..!


عبد القادر مصطفى عبد القادر
هل فكرت يوماً أن تشق طريقاً للسعادة نحو قلب امرئ مكلوم؟. هل فكرت أن ترفع عن نفسه بعض الحزن والألم؟. هل فكرت أن تشاطره همه وتقاسمه كربه؟. هل فكرت أن ترسم على وجهه البسمة وتخُط على جبينه الفرحة؟.
أم أنك رأيت دموع الحيارى ولم ترحم بكاءهم، أو سمعت أنات الثكالى ولم تعبأ بأنينهم، في مشهد يكشف عن قسوة غلفت القلوب، وأحاطت بالنفوس؟.

كنت أتجول بين سطور كتاب، فوقعت عيني على حديث نبوي تنساب من بين كلماته العظمة، وتقطر من بين حروفه الرحمة، ويجسد على نحو بليغ عناية الإسلام بنفوس أهله و ذويه، اقرأ معي وتأمل عزيزي القارئ، ولك أن تقبض بلا حساب على كل المعاني السامقة التي ساقتها كلمات الحديث المانعة والماتعة في آن واحد، قال رسول الرحمة " صلى الله عليه وسلم " { إن أحب الأعمال إلى الله بعد أداء الفرائض إدخال السرور إلى قلب المسلم }.. إلى هذه الدرجة وصلت منزلة إدخال السرور على قلب المسلم حتى تأتى ثانية بعد الفرائض في ترتيب الأعمال التي يُحبها الله من عباده؟.. إلى هذه الدرجة حبب الإسلام إلى معتنقيه كل عمل شرعي من شأنه أن يدخل فرحة أو يضفى بسمة على المسلم؟.. إلى هذه الدرجة بلغ اهتمام الإسلام بالحالة النفسية للمسلم؟!.

عزيزي القارئ..
إن من أرقى المشاعر الإنسانية على الإطلاق أن يتوافر بين الناس عنصر المشاركة، بمعنى أن يكون لدى المرء إحساس بالآخرين، فإن كانوا معسرين يسًّر عليهم، وإن كانوا مكروبين فرج عنهم، وإن كانوا محرومين أفاض عليهم، وذلك لينتشلهم من مستنقع الهم والكرب، وينقلهم إلى واحة السعادة والفرح.

إن سَكْبَ السعادة في نفوس الغير لا يحتاج بالضرورة إلى أفاعيل ضخمة، فقد تُذهب بسمة هادئة في وجه المهموم الهم عنه، وقد تقذف هدية بسيطة السعادة في قلب طفل منكسر، وقد يَسُر مريضاً ويرفع من معنوياته زيارة عابرة له، وقد يُسعد بسيطاً من الناس إلقاء السلام عليه.. وهكذا لا تحتاج السعادة إلى كثير من الجهد، وإنما تحتاج إلى قلب مملوء بالرحمة والحب.

إن لدى قصتين جميلتين، رأيت أن أسعد بهما قلبك أيها القارئ العزيز:

الأولى: روى أن عبد الله بن المبارك، وهو من التابعين، خرج للحج ذات عام، فلما وصل إلى الصحراء، نزل مخيماً تحت ظل شجرة، فإذا بجارية تخرج من بيت، وتذهب إلى مزبلة مجاورة، فأخذت غراباً ميتاً منها، فسألها لماذا أخذت الغراب الميت؟ فقالت، والذي لا إله إلا هو، مالنا من طعام منذ ثلاثة أيام إلا ما يُلقى في هذه المزبلة من الميتات، فبكى بكاء حاراً، وقال " نحن نأكل الفالوذج والناس يأكلون الغربان الميتة، لن أحج هذا العام، وجاء بكل ما معه من دراهم ودنانير وثياب وزاد ووضعه بين يدي الجارية، ثم عاد إلى بيته ومكث فيه طيلة مدة الحج ولم يخرج، وأوصى زوجته أن تكتم سره، فلما عاد الحجيج من الأراضي المباركة، جاءه الناس مهنئين بالحج، فتعجب وكتم، فلما بات ليلته جاءه في منامه رسول الله وقال له: يا بن المبارك.. لقد خلق الله على هيئتك ملكاً أدى عنك مناسك الحج " حج مبرور، وسعى مشكور، وذنب مغفور "، ذلكم جزاء ما أسعد به بن المبارك الجارية المحتاجة.

الثانية: في أحد المستشفيات، جلس مريضان كبيران في غرفة واحدة، وكلاهما معه مرض عُضال، أحدهما كان مسموحاً له أن يجلس في سريره لمدة ساعة كل يوم بعد العصر، ولحسن الحظ كان سريره يقع بجانب النافذة الوحيدة بالغرفة، أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت.

كان المريضان يمضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى سقف الحجرة.. تحدثا عن الأهل، وعن البيت، وعن الحياة، وعن كل شيء، وفى كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر من النافذة، ويصف لصاحبه العام الخارجي، وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة بالخارج.
كان يقول لصاحبه: في الحديقة هناك بحيرة يسبح فيها البط، والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون بها داخل الماء، وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس ليبحروا بها في البحيرة، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة، وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار، أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة، والسماء ذات منظر بديع يس الناظرين.

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف، كان الأول ينصت في تأمل لهذا الوصف الدقيق الرائع، ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور المنظر البديع للمستشفى من الخارج، وفى أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً، ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه.

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بالآخر، وذات صباح جاءت الممرضة لخدمتها كعادتها، فوجدت المريض الذي كان بجانب النافذة قد فارق الحياة، ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهى تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة، فحزن على صاحبه أشد الحزن، وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره بجوار النافذة فأجابت، ولما حانت ساعة العصر، وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده، ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه، وأدار وجه ببطء ناحية النافذة لينظر العالم الخارجي، وهنا كانت المفاجأة!! لم ير صاحبنا أمامه سوى جدار أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.

نادي الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي، فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة، ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له، فكان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت!!.

وبعد، ففي زمن جفت فيه أنهار السعادة، وتجاهل الكل مشاعر وأحاسيس الكل، بل وأمعن البعض في تصدير التعاسة إلى البعض الآخر، في ظل حياة مادية ذات ملامح قاسية، وجب عليك عزيزي القارئ أن تخرج من هذه الدوامة الملعونة وتبحث لنفسك عن السعادة عن طريق إسعاد الآخرين.
-
http://www.aleqt.com/2009/12/29/article_324099.html

الثلاثاء، 24 مايو 2011

لمن يجهل شعب مصر



بقلم: عبد القادر مصطفى

في حضن مصر قد نختلف، وقد ينتقد بعضنا بعضاً بشيء من الحدة، وقد يشكو بعضنا بعضاً إثر ما يعانى من متاعب يومية، وقد يثور بعضنا على بعض جراء سوء فهم أو اندفاع، وقد نتظاهر، وقد نعتصم، و...و...الخ.

ولكن نفعل كل هذا ونحن نحب مصر، نفعل كل هذا ونحن ننتمي لتراب مصر، نفعل كل هذا وفى داخل كل منا محبة جبارة لوطنه وأرضه، نفعل كل هذا ونحن بين ذراعي مصر الحانية، وفى رحاب حضنها الدافئ، لا يشذ عن ذلك أي مصري يعرف قيمة وقدر هذا البلد.

على الجانب الآخر، هنالك من يقرأ تلك الأحداث على أنها انفصال أو انفصام بين أفراد الشعب، وهى بلا شك قراءة خاطئة لأنها تفتقد إلى عناصر كثيرة، أهمها مُرتكز خطير لا يمكن للآخر أن يفهمه أو يستوعبه، لأنه عنصر ملتصق بطبيعة الإنسان المصري ومتلاحم مع تكوينه وفطرته، ويتسم بالخصوصية الشديدة، ولا يبرز إلى الوجود إلا في حالات الشدة، ألا وهو عنصر الترابط البيني الشديد بين المصري وأخيه المصري، فهناك قوة خفية مدهشة توحد المصريين وتجعلهم في حالة ترابط مهما بدا للناظر غير ذلك.

فقد يُخَيَّل إلى بعض المحللين - من خلال وقائع معينة - أن المجتمع المصري في حالة تفكك وتباعد، وأن قوى الترابط والتجاذب بين أفراده قد وهنت، وأن ما بين لبناته من وشائج قد هوت، وأن المسافة البينية بين عناصره قد اتسعت، ومن ثم يمكن اختراق هذه المسافة بأشخاص وأفكار لتحقيق مآرب سياسية أو حزبية، فيؤسسون على هذا التصور - الأعمى - خططاً ملتوية تهدف إلى تكوين خلايا داخل نسيج المجتمع المصري تكون نواة وأداة لمحاولة تحقيق أحلام - بل أوهام - بعض الأطراف الإقليمية في المنطقة.

لكن، وعلى أرض الواقع يصطدم أولئك الخبثاء بالحقيقة التي تسكب المرارة في حلوقهم، والحسرة في قلوبهم، وهى أن ما رأوه أو ما رصدوه إن هو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء، وأن الشعب المصري أقوى من أن يُخترق، وأن نسيجه الاجتماعي على درجة عالية من التماسك، وذلك مهما طفا على السطح من مشاهد توهم هؤلاء بأن الفرصة سانحة ومهيأة، وأن الأرض خصبة لنثر بذور الفتنة والوقيعة!!.

لقد حاولت قوى كثيرة أن تحدث قلاقل وفتن في واقع الحياة المصرية، تارة بمحاولة التلاعب في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وتارة بدس الفكر الإرهابي المتطرف في أوساط الشباب، وتارة بدس الفكر الإباحى المنحل الذي لا يعرف ديناً ولا عقيدة، وتارة بمحاولة بناء انتماءات لأحزاب وقوى خارجية..الخ،
وكل هذه المحاولات باءت بالخيبة والخسران، لأن من يخطط للنيل من أمن مصر لم ولن يعرف كيف يفكر الإنسان المصري، فالمصري قد يغضب ولكن لا يكره، وقد يثور ولكن لا يخون.. إن مختصر حال المصري مع وطنه يجسده المثل المصري القائل " أدعو على ولد بطني وأكره إللى يقول آمين ".

من هنا يمكن التأكيد على نقطتين هامتين:-
الأولى: أن وحدة المجتمع المصري هي وحدة غير قابلة للتجزئة، مهما حاول العابثون.
الثانية: أن دور مصر الإقليمي والدولي هو قدرها، فليهدأ الصغار وليعودا إلى رشدهم.

فيا من ملئتم أروقة فضائيات بعينها بأحاديث نارية، وحاولتم بها استقطاب قلوب المصريين، ألا فاعلموا أن الحقيقة هي التي تبقى، وأن كل الأكاذيب تنثرها بينات الحق رماداً في عيونكم، قال الله تعالى " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".

http://www.albedaya-algadida.com/article-934.html
********
عبد القادر مصطفى
abdelkader_khalel@yahoo.com
 0107559278

قالت بقوة.. أنا حُرَّة!!




عبدالقادر مصطفى عبدالقادر

في فترة تأمل واسترسال قالت: من لا يعشق الحرية لا يعرف للحياة مذاقاً.. ومن يقبل العيش في غير كنفها فكأنما قد مات ولو كان حياً.. ومن رأى طريقاً لنيلها، وأبى إلا القعود، رضي بالمؤخرة، واختار الرقم الأخير في قائمة الموجودات كلها!!.


هل رأيت العصفور.. ولو كان في الذهب مأسور.. كيف يبدو حزيناً.. نحيلاً.. متوتراً، ويوم أن يُفتح له الباب، ينسي الرفيقة والأصحاب، والحَبَّ والشراب، وينطلق ملهوفاً يعانق الحرية فوق السحاب، بلا روية ولا حساب، وكأنه قد حاز الأرض، وورث الفضاء!!.



أو هل رأيت الماء.. إن توقف عن الجريان، والانطلاق بين الوديان؟!.. لونٌ تغير، وطعمٌ تحول، وريحٌ تبدل، وحزنٌ خيم على الشطآن.. ثم أرأيت يوم أن ينعتق من أسر السدود، ومن ضيق الحدود؟!.. كيف يكون رقراقاً.. عذباً.. متألقاً.. متدفقاً.. هادراً.. متحرراً من قيد العبيد!!.

أو هل رأيت الهواء؟.. إن حُبس كان خطيراً، وإن تحرر كان نسيماً عليلاً.. ويوم الإنعتاق من أسر الوعاء.. يعلن عن دوى قوى.. سروراً بالانطلاق!!.


وهكذا، فكل الأشياء المادية والمعنوية تريد أن تبقى حرة، طليقة، بلا قيود و لا سدود، تسبحُ في ملكوت الله، في حدود ما أراد الله، لتؤدى دورها، وتُفصح عن وجودها، وهى في هذا السياق تؤثر وتتأثر، فينتج من ذا التفاعل وقوداً حاراً، يندفع في شرايين الحياة، فيعطيها تجدداً وتنوعاً ونماءً.

قلت لها: يوشك المقصود أن يلامس بؤرة الشعور، فدعميه بقبسة أخرى من حديثك الحكيم، ليستقر في الواجدان وفى الجنان!!.

قالت: أنا والحرية عُشاقٌ من الأزل.. فهي سفينتي التي خُضت بها اللجج، وكابدت بها قمم الموج، وصارعت بها عاتيات الريح، حتى وصلت إلى شاطئ فشواطئ، ولولاها لابتلعني اليمُّ الهادر في جوفه من زمن، فصرت نسياً منسياً، ولولاها ما وصل ضوء إلى دروبٍ عانت من ظلمة الوهم والخرافة أمداً.

أرأيت الضوء حين يغمُر كهفاً، ماذا يُحدث فيه؟.. خفافيش تنزوي، وحشرات تختفي، وأرض وجدران تغتسل بالضوء من أدران الجهل!!.

ثم قالت: هذه أنا حين أنطلق مداداً عبر الورق، أو خطاباً عبر الأثير، أو حواراً، أو مناظرة، أو....أو....الخ.

أتدرون من كانت تكلمني؟!.

إنها الأفكار النبيلة...!!.

http://www.aleqt.com/2010/03/05/article_359023.html

الأحد، 22 مايو 2011

المرأة بين الحق والواجب




بقلم: عبد القادر مصطفى عبد القادر
إذا كانت المرأة تبحث - الآن - في دواليب الحياة العامة عن بعض من أضواء، أو شهرة، أو منصب، أو تقدير اجتماعي، أو.....، أو.....، بل ويبحث معها آخرون.. متعاطفون هم أو "مغرضون".. فلا مانع من ذلك، فحق البحث عما تتمنى وتأمل لا ينكره عاقل، خاصة إن كانت تبحث - حقاً - عن حق ضائع، أو ضالة مفقودة، كما أن شرف المحاولة " الشرعية " حق مكفول لكل من تعتقد أن لها حقوقاً سليبة لدى الطرف الآخر، وتريد أن تستردها.. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى، يجب على المرأة وهى تنقب عن أمانيها الضائعة أن تنقب في المنطقة التي تخصها فقط.. للأسباب التالية:
(1) حتى لا تنسى أنها أنثى خلقها الله بخصائص معينة.
(2) وحتى لا تضيع وقتاً وتهدر طاقة هي وأسرتها ومجتمعها في أمس الحاجة إليه.
(3) وحتى لا تصطدم مع الطرف الآخر في معارك إثبات الذات، الخاسر فيها هو الكيان الأسرى والتماسك الاجتماعي.
ومن ناحية ثالثة، تجدر الإشارة إلى أن كل حق سوف تتحصل عليه المرأة سوف يخلق في المقابل واجباً يجب أن تؤديه حتى لا يختل ميزان الحقوق والواجبات في المجتمع، ومن ثم فالأمر يتطلب جهداً مضاعفاً من المرأة، مرة وهى تسترجع حقوقها "المهدرة" كما تقول، ومرة وهى تضع على عاتقها مهام "جديدة" يجب أن تؤديها بمهارة وجدارة.. فهل ستستطيع المرأة أن تفعل ذلك؟!!.
ولعلى أرى على أطراف الألسنة كلمات تريد أن ترد فتقول: إن المرأة تُعطى وتضحي من زمن، تُعطى وهى أم، وتُعطى وهى زوجة، فماذا أخذت؟ ثم إن العطاء عادة من عادات المرأة فهي لا تقدر أن تعيش بدونه، وعليه فلا أعباء جديدة سوف تُضاف إلى أجندتها يوم أن تحقق ما تسعى إليه من ظهور ونبوغ في المجتمع، أو بالأحرى يوم أن تحقق أهدافها في عصر نزعت مُعطياته تلك الشرنقة التي حجبت عنها أضواء الحياة من زمن، وهى بالقطع شرنقة من موروثات وعادات لا تمت للعدل بأي صلة.
أقول: إن المرأة في المجتمع العربي و الإسلامي برعت كزوجة وأم حين ركزت كل اهتمامها، وسخرت كل طاقتها، ووظفت كل قدراتها من أجل بيتها، ولذا تخرج من بين يديها - وهى البسيطة - أبرع العلماء في الطب والهندسة والعلوم الدينية..الخ، والنماذج لا تكاد تُحصى، وكانت المرأة في ذلك مثل جذر الشجرة المتغلغل في باطن الأرض والذي لا يراه أحد، لكنه سر استقرار الكيان الأسرى، وسر نضارته وحيويته وتدفقه، ولما اشتاق الجذر إلى بعض من ضوء إثر بعض الوساوس، بدل المسار واستدار، طالباً الأفاق وتاركاً الأعماق، وأنى لجذر أن يتشعب في الهواء؟!!.
إني مع المرأة في كل ما ترجو، ولكن بشرط واحد وهو: أن يكون لها مرجعية ترتكن إليها وهى تسعى نحو التحليق، مرجعية تحفظ لها خصائصها، وتحفظ للأسرة تماسكها، وبما أن لدينا منهج رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلماذا ننصت لأفكار واردة من هنا أو هناك؟ فإن كان المجتمع قد ظلم المرأة وجار على بعض حقوقها، فلماذا لا نستمع منصتين إلى كلمة الدين في ذلك الشأن؟!.
---------------------------------------------------
*مدرس وكاتب 
abdelkader_khalel@yahoo.com
0107559278

الخميس، 19 مايو 2011

فنُّ الكلمة



بقلم: عبد القادر مصطفى عبد القادر
معلم وكاتب
abdelkader_khalel@yahoo.com
الكلمة.. قد تهدى، وقد تضل.. وقد تجمع، وقد تفرق.. وقد تثبت، وقد تزعزع.. وقد تبنى، وقد تهدم.. وقد تسعد، وقد تشقى.. ولا يدرك ذلك إلا عاقلاً، قاد عقله لسانه، وألجمت حكمته شهوة كلامه، فتأمل الكلمة قبل أن ينطق بها لسانه، أو قبل أن يخطها قلمه، أو قبل أن تومئ بها جوارحه، خشية أن تنطلق كلمة من قوس الغضب، أو من فوهة الغرض، فتقيم للشر سرادقاً يُذبح عند مدخله أدب الحديث، وحسن المخاطبة..!!.


من أجل ذلك سُجن اللسان في جوف تجويف مظلم محكم، وضُرب على سجنه بابان عظيمان.. أسنانٌ وشفتان، كي لا تنفك لفظة من عقالها، فتعيث في الأرض فساداً، بأن تهتك عرضاً، أو تكشف ستراً، أو تذيع سراً، أو توغر صدراً، أو توقع عداوة.. وكم من رعود أبْرقت، وكم من أعاصير دمْرت، وكم من ريح أهلكت.. والسبب كلمة عابرة خرجت من ثغر من لا يدرك.. في أوان غير مناسب.. وفى مكان غير ملائم.. وعلى هيئة غير صحيحة، فأقامت للفتنة مدناً، وأسست للشر عواصماً.
لقد بُنيت الدنيا على النقائض.. موت وحياة.. حركة وسكون.. ليل و نهار.. وهكذا، ومن ثم فلا تستقيم الدنيا على نقيض واحد، بل لا تقوم لها من الأساس قائمة، فكل من عاش الحياة، حتماً سيذوق الموت، وكل مارس الحركة، لابد أن يخلد إلى السكون.. فإذا كان الكلام مثل الحركة، فلن يستطيع اللسان أن يتحرك بإتقان طوال الوقت ليقول قولاً سديداً، فإما أن يزهد.. أو يتعب.. أو يترنح، وحينئذٍ لن تنضبط حركة اللسان على مدار الكلمة الهادفة مهما حاول، والمطلوب وقتئذ سكوت مثل السكون.. من أجل استرجاع الطاقة، واستدعاء الحكمة، وشحذ همة العقل كي يراقب فعل اللسان.
ومما يحزن القلب حقاً، أن دوامة الثرثرة قد سحبت ألسنة كثير من الناس نحو مركزها، فراحوا يتكلمون.. لماذا؟.. لا يعرفون..!!، حتى لكأنهم قد عزفوا عن السمع الذي خُلقت له أذنان ليكون السمع أكثر من الكلام، لكنها شهوة تبحث عن شهرة، أو نزوة تفتش عن متعة، والمحصلة حالة ضبابية تتوه فيها الفكرة، وتضيع فيها الحكمة، فلا يسمع أحد إلى أحد، لأن الكل يريد أن يتكلم بلا حد وبلا سقف، وهنا تسقط قيم التحضر والاحترام والأدب، وتعلو مفردات الجهل والسفاهة. لذا فلست من المؤيدين للكلام المستمر، ولو كان جله صحيحاً..!! فماذا يكون الحال لو خلا الكلام من رائحة الحقيقة والأدب؟!.
لقد تزايدت وتيرة لغة القدح والسب في الآونة الأخيرة، والأدهى أن مفرداتها طفت على سطح الإعلام المسموع والمقروء والمشاهد بسرعة الصاروخ، فأضحت آذاننا و أبصارنا تلتقط ألفاظاً كنا نعتبرها فيما مضى ألفاظاً جارحة للحياء أو خارجة عن الذوق العام، الأمر الذي يعطى إحساساً بأن رقعة ومساحة هذه الألفاظ الغريبة على بيئتنا سوف تتسع، ما لم تكن هنالك وقفة لضبط إيقاع التعبير والرأي على محور الحرية السليم، بحيث توضع أطر وحدود لا يجب تخطيها مهما كانت المبررات والأسباب.
إن الإسلام قد أمر بالقول اللين، والقول الحسن، والقول السديد.. قال تعالى { فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }، والأمر من الله لموسى وأخيه هارون عليهما السلام، لمن؟ لفرعون.. لماذا؟ رجاء أن يهتدي..!، قال تعالى { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ }، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا }، ففي هذه الآيات وغيرها أوامر ربانية نورانية تحمل دعوة صريحة لبذل العناية في إخراج الكلمة، فلا تخرج إلا جميلة.. نقية..
هادئة.. هادفة، ليس لفئة دون فئة، ولكن لكل الناس على اختلاف مناصبهم ودرجاتهم.
وأخيراً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقى لها بالاً يهوى بها في نار جهنم سبعين خريفا "..


فهلا تريثنا.. ودققنا.. من قبل أن نندم.. حين لا ينفع الندم..؟!.
-
مراسينا الأدبية يوم 19/5/2011

مطالبكم أم ثورتكم؟!

 



يعتصر قلبي ألماً وأنا أري احتجاجات هنا واعتصامات هناك، إذ لا يمر يوم إلا وتخرج فئة إلى الشارع رافعة لافتات الاعتراض على قرار قد صدر، أو مطالبة بتحقيق قائمة من البنود يعجز الظرف الراهن عن تلبيتها، في مشهد يُفصح عن قلة وعي، وسوء فهم، وأنانية فجة.

أعتقد ويعتقد معي الكثيرون أن الثورة قد حققت - وبكافة المعايير - ما لم يخطر على قلب أي مصري، حتى ولو كان خبيراً في السياسة أو عبقرياً في التحليل أو فلتة في التنبؤ بمعالم المستقبل.. ما حدث في الفترة الوجيزة الماضية فاق كل تصور أو تخيل، بل كان حلماً بعيداً لو أفصح به مُفصح لوصمناه بالجنون، وكيف لا وقد اقتلعت رياح الثورة المباركة تلك الشجرة الخبيثة التي تجَذَّرت وتفرعت وتورقت على مدي ثلاثين عاماً.

ذلك يدعونا إلى الثقة العميقة في قواتنا المسلحة التي حمت الثورة وانحازت لمطالبها، وقد كان في وسعها أن تفعل العكس لو أرادت، ولكنْ وفق الله مجلسها الأعلى، فاتخذ القرار الأغلى، فانضم إلى الشعب في خندق الدفاع عن الحرية والكرامة والعدالة، فحقن بذلك دماء أبناء الوطن، وأسبل على ثورتهم لباس الهيبة والمنعة، في مشهد سيكتبه التاريخ في أنصع صفحاته بمداد من ذهب.

الآن وقد تولي المجلس العسكري إدارة البلاد في فترة انتقالية دقيقة، ثم اتخذ من القرارات ما أكد به على صدق المبدأ الذي جهر به منذ اللحظة الأولى لهو أمر يجب أن يخلق  لدي الناس حالة من الاطمئنان نحو حياتهم ومستقبلهم وتحقيق آمالهم ومطالبهم، ولكن هناك ضرورات عاجلة وملحة تتعلق بمصير بلد بأكمله، تكمن في تحقيق الأمن ونشر الاستقرار وإرجاع الطمأنينة لتدور عجلة الاستثمار والإنتاج من جديد، وهو أمر يمثل تحدياً ضخماً أمام المجلس العسكري، يعمل على انجازه وتحقيقه ليلاً ونهاراً، وهو بلا شك أهل لذلك.

إنَّ أملي أن يتفهم أرباب المطالب الفئوية طبيعة المرحلة الراهنة، وأن يتعاملوا مع معطياتها بشيء من الوطنية والصبر، كي تعبر البلاد هذه اللُّجة الهوجاء إلى شاطئ تحقيق الرخاء والعيش السعيد لجميع أبناء مصر الأوفياء.

تلك رسالة يقع ترسيخها في ضمير الناس على الإعلام ورجال الفكر والرأي والدين، بعدما أكتفي أغلبهم بالنقل والوصف، دون أن يقدموا علاجاً مقنعاً لتلك الظاهرة التي تشكل ملمحاً من ملامح الخطر على الثورة.

أسأل الله حاضراً مستقراً ومستقبلاً زاهراً لمصرنا الحبيبة.
 -
عبد القادر مصطفى
معلم وكاتب

الاثنين، 16 مايو 2011

لماذا تحتج؟!

لماذا تحتج؟! بقلم:عبد القادر مصطفي عبد القادر باحث وكاتب مصري abdelkader_khalel@yahoo.com
  
 
       
       
 
على شاكلة أنفلونزا الطيور التي تطير بجناحين، أو أنفلونزا الخنازير التي تمشى على أربع، ظهرت أنفلونزا ثالثة تمشى على رجلين، لكنها هذه المرة لا تصيب البدن، ولكنها تصيب طريقة التفكير، فهل هي عدوى مرضية؟ أم ثقافة عصرية؟ أم ردود فعل وقتية؟ أم تعبير عن أجندة سياسية؟!!. 

* تمهيد: 
 بداية يجب الإشارة إلى أن الاحتجاج، أو الاعتصام، أو الإضراب، هي مفردات متشابهة فرضت إيقاعها على الحياة العامة في الآونة الأخيرة كخيار لدى قطاع من المجتمع، يرى - على حد فهمه - أنها الوسيلة المثلى للتعبير عن رفضه لقرار عاد تطبيقه عليه بالضرر، أو لحالة اقتصادية سيئة امتدت توابعها إلى مستوى معيشته، أو مستوى دخله.
 عدم الرضا عن "وضع ما"، ومن ثم نقده بشكل سلمى وحضاري ومحايد هو حق تبوأ موقعاً مميزاً في مساحة التعبير عن الرأي في الآونة الأخير، وكل من ينكر ذلك فهو يجافى الحقيقة الواضحة لكل ذي بصر وبصيرة، ولكن يحكم التعبير عن الرأي مجموعة اعتبارات وطنية وأخلاقية ومهنية تتمركز في ثلاث أدوات للاستفهام هن: لماذا؟.. وكيف؟.. ومتى؟. 

*الموضوع: 
 نأتي للدندنة حول ظاهرة العصيان المدني نفسها، والتي يثير هبوبها من آن لآخر بعض الهواجس المقلقة التي تصادف عقل المتأمل عند تتبع الأحداث، وهى هواجس يقبلها العقل ويمكن إخضاعها للتحليل والنظر، خاصة وقد كشف الواقع عن مؤشرات تؤكد أن قرار الإضراب هو قرار قلة الناس، لكن الضجيج المثار حوله ربما يوحى للمواطن البسيط بأنه قرار الكثرة،وهنا تصبح مشاعر كثير من الناس كرة يتلاعب بها قلة لأهداف ظاهرة وباطنة.
 ليس من طبيعة الإنسان المصري أن يتوقف عن الحياة، إذ عندما يضيق به العيش، وتضمحل عنده روافد الكسب، فلا يقف ولا يتأفف، وإنما يبحث عن طرق بديلة للكسب الحلال مهما كلفه ذلك من تعب ومشقة، غير عابئ بطبيعة العمل الذي يعمله ولا مدى وجاهته الاجتماعية ما دام عملاً شريفاً يغنيه عن سؤال الخلق، وبلاد الغُربة أكبر شاهد على ما أقول، فالأعمال التي نرى أنها مجلبة للعار في وطننا، لا نرى مثقال ذرة من غضاضة ونحن نؤديها بإخلاص خارج حدوده، فما هو السبب؟!. 

ببساطة شديدة، في واقعنا الفكري من يكرس لفكرة "المماثلة" أو "المناظرة" أو "المشابهة" إن جاز التعبير، بمعنى: أنى مثل فلان في العمر و المؤهل و المهارات والسمات الشخصية، فلماذا هو في تلك المهنة ذات الصيت والشهرة، ولماذا أنا في هذه المهنة التي لا تراها الشمس؟، ولماذا هو يتقاضى مرتباً يزيد على مرتبي أضعافاً؟ ولماذا.. ولماذا؟ وللأسف الشديد فإن بعض الدوائر الإعلامية تتلقف تلك الهمهمة وتنشرها وابلاً على مسامع وأبصار الآخرين الذين رضوا بنصيبهم في الحياة، فتنتقل عدوى التأفف من شخص لآخر، وبذا تتشكل النواة الأولى للتمرد على الحياة والأحياء. 

والأجدى - من وجهة نظري المتواضعة - أن نُعلم الناس كيف تطور مهاراتها وأن تنفض غبار الكسل والاتكالية عن كواهلها، وأن تحاول الخروج من شرنقة العمل الروتيني التي نسجوها عبر السنين حول أنفسهم، في محاولة لإيجاد مسارات جديدة للعمل، ومن ثم توسيع دائرة الكسب، بدلاً من الإيحاءات والتصريحات التي تدعو الناس إلى ممارسة الكسل.
كما يجب التذكير بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتساوى كل الناس في النعم المنظورة أو المطمورة، بمعنى أن الله قسَّم النعم الظاهرة والباطنة على الخلق بحيث لا يتساوى اثنان في نعمة واحدة حتى يشعر الناس باحتياج بعضهم إلى بعض، وبالتالي تعمر الحياة، ولكن من عدل الله أن يتساوى الكل في مجموع النعم..هذه الكلمة سمعتها من فضيلة الشيخ / محمد متولي الشعراوى عليه رحمة الله. 

إنَّ التعبير عن الرفض يحتاج إلى ثقافة ووعى، وهو لا يتوفر إلا بنسب متفاوتة في واقعنا، إذ أثبتت الأحداث المتتالية أن شريحة سميكة لا تجيد التعبير عن مطالبها، لأنها لا تمتلك الأسس البديهية لثقافة الحوار والمجادلة، ولذا نرى بعض المشاهد المخجلة التي تضر بصورة الوطن، والتي لا تلبث كاميرات بعينها أن تلتقطها وتعيد بثها مع كل نشرة أخبار، ولذلك فمن العبث أن تدفع أفراداً نحو التعبير عن مطالبهم وهم بالأساس لا يعرفون كيف يعبرون أو يطلبون، فلا نسمع سوى صياحاً وضجيجاً، وبعض كلمات رنانة لا تحمل أي مضمون.

وبالنهاية فإن أي مجتمع بشرى لا يخلو من الأخطاء، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نتعامل مع تلك الأخطاء بمسئولية وتحضر؟ بعيداً عن حملات التشنج والإساءة والمزايدة. 
-
مراسينا الأدبية.

الأحد، 15 مايو 2011

النرجسية وأخطارها المُحدقة!

علامة استفهام كبرى، تبدو جاثمة على صدر واقعنا الراهن، تلقى بظلالها الكئيبة على كل مناحي الحياة، تخفى وراء أسوارها الشاهقة سيلاً من أسئلة متدافعة، يستعصى على العقل إفراز إجابات مقنعة عليها في ظل حالة الشرذمة الفكرية والسلوكية المتأججة على مستوى الأفراد والجماعات، في وقت تنقرض فيه كثيراً من العوامل المشتركة، وتتآكل فيه كثيراً من نقاط الالتقاء، على خلفية الفهم الأعوج للحرية والاستقلالية الفكرية.
إنَّ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يدفعه إلى ذلك جوانب نقص إنسانية تتمثل في ضعف، أو خوف، أو حاجة، فيتلمس الطريق لسد هذه الثغرات عند آخرين يحيون معه في ذات المحيط، وعندهم نفس المشكلة، ويعانون بطبيعة الأمر من جوانب نقص أخرى تتباين ارتفاعاً وانخفاضاً، فيميل هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، بحثاً عن التوافق والتكامل، فتنشأ عن ذلك علاقات اجتماعية بأشكال متعددة، قد تكون أسرية أو إنسانية، أو تجارية أو خلافه، ومن ثم فلا استغناء للفرد عن الجماعة في أي مرحلة من مراحل عمره.. إذ تفرز كل مرحلة عمرية متطلبات جديدة، كي تظل حالة التصاق الفرد بالمجتمع قائمة، وربما تكون هذه فطرة جُبل الإنسان عليها وصولاً إلى تكامل بشرى لتحريك الحياة وتعمير الأرض.
وعلى طريق تحقيق الهدف من وجود الإنسان ككائن اجتماعي ، تتعثر قدماه في بعض النزعات الفردية، لإلهائه أو إقصائه عن مهمته الأساسية، فتتنازعه هواجس الأثرة والأنانية وحب الذات، فينحى نحو مسالك أحادية تتعارض مع الصالح العام، من خلال استغلال مقدرات المجتمع وتوظيفها لأهدافه الشخصية، أو الضرب على وتر الشرذمة والتفرق بحثاً على مجد شخصي، أو تشويه الصورة العامة بتسليط الضوء على صغائر السلبيات وغض الطرف عن الايجابيات ولو كانت مثل الجبال صيداً في الماء العكر ومراهنة على التمرد الذي يصب في مجرى بعض الأيديولوجيات المعارضة التي تعارض على طول الخط، بلا إستراتيجية واضحة المعالم، وبلا مبرر يدفع بالبرهان المقنع لتبرير حالة المعارضة المستمرة، أو هجر الحياة واعتزال الناس والعيش في ثوب النرجسية المفرطة.

والواقع أن هذه صور تعبر عن داء عضال يصيب النفس البشرية ويمثل خطراً على المجتمع، إذ يتشرنق كل فرد من أفراده داخل شرنقة الذات وإرضاء النفس، ويحيا في جزيرة منعزلة يفكر لنفسه ويخطط لنفسه ولو كان ذلك ضد صالح المجموع، فتكثر الجزر المنعزلة ومن ثم تتعارض وتتضارب الأهداف، وفى مرحلة ما تتوقف الحياة وتصاب بالشلل وتداهمها شيخوخة مبكرة تصيب الجميع بالعجز والتخلف، ذلك لأن عجلة الحياة لا تمضى على طريق التقدم والرقى إلا بتكاتف وتآلف ووحدة، وإن اختلفت الرؤى وتعددت الفلسفات، لكن تبقى كل الأبصار وكل الجهود موجهة نحو الهدف النهائي وهو تحقيق صالح المجموع.

ولذلك كان الدين حكيماً حينما حذر من الأنانية وحب النفس، بل وعلق الفلاح في الدنيا والآخرة على شرط محبة الإنسان لأخيه الإنسان.. قال الله تعالي: { وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، كذلك نفى الإيمان عن أولئك الذين تمكنت الأنانية منهم..إذ قال المعصوم صلى الله عليه وسلم { لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }، وفى بعض الآراء لا يكتمل إيمان المرء حتى يحب الخير للناس مثلما يحبه لنفسه، وفى كل الأحوال كان الإسلام حريصاً على إقامة علاقات إيجابية بين أفراده من ناحية، وبين أفراده والآخرين من ناحية أخرى، من خلال نشر المحبة والألفة بين الناس وإزالة كل ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقات بينهم، ولذلك ذم الأنانية، والبخل، والشح، وكل دعوة من شأنها تقطيع الأواصر وهدم العلاقات وتمزيق الوشائج.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الدعوة إلى الأنانية والفرقة باسم الدين هي دعوة لا يقبلها عاقل لأنها تقوم على فكرة الشرنقة والعزلة عن الواقع، وتكرس لتناثر فرق وجماعات تفكر بطرق متضاربة وتنتهج أساليب متناقضة، ويصل الأمر بعد ذلك إلى التراشق والتناحر الذي يهدد أمن وسلامة المجتمعات.. قال الله في كتابه لرسوله.. وجميع أفراد الأمة مشتركون معه في الخطاب { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }، فليس من المقبول أن يتخذ الدين وسيلة لتفتيت المجتمع إلى فرق وجماعات تحت دعاوى الإصلاح أو التربية أو من شابه ذلك، ومحاولة بناء انتماء مزيف لهذه الجماعة أو تلك يفوق في بعض الأحيان الانتماء للأسرة والمجتمع والوطن.

إن الأنانية مرفوضة على مستوى الفرق، كما أنها مرفوضة على مستوى الأفراد، ولذلك فإن التحرر من التعصب للأفكار والأشخاص يعد مطلباً رئيساً في هذا السياق، فكل فكرة لا تعلو على المراجعة والنقد البناء، وكل شخص لا يملك عصمة تحصنه من النقد والتوجيه، بشرط أن يتم ذلك في جو مناسب من ثقافة الحوار الهادف واحترام حق الاختلاف، بغية الوصول إلى نقاط التقاء وعوامل مشتركة.

نحن في أمس الحاجة إلى التحرر من سجن الذات.. نحن في أمس الحاجة إلى كسر شرنقة { الأنا }.. نحن نحتاج بشدة إلى ثقافة { نحــــــن}.
-
عبد القادر مصطفى عبد القادر
باحث وكاتب مصري
abdelkader_khalel@yahoo.com
 http://www.mrasina.com/Details.aspx?Badge=8731&Type=3&sms_ss=facebook&at_xt=4dcfaf3af4e0f979%2C0

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...