في فترة تأمل واسترسال قالت: من لا يعشق الحرية لا يعرف للحياة مذاقاً.. ومن يقبل العيش في غير كنفها فكأنما قد مات ولو كان حياً.. ومن رأى طريقاً لنيلها، وأبى إلا القعود، رضي بالمؤخرة، واختار الرقم الأخير في قائمة الموجودات كلها!!.
هل رأيت العصفور.. ولو كان في الذهب مأسور.. كيف يبدو حزيناً.. نحيلاً.. متوتراً، ويوم أن يُفتح له الباب، ينسي الرفيقة والأصحاب، والحَبَّ والشراب، وينطلق ملهوفاً يعانق الحرية فوق السحاب، بلا روية ولا حساب، وكأنه قد حاز الأرض، وورث الفضاء!!.
أو هل رأيت الماء.. إن توقف عن الجريان، والانطلاق بين الوديان؟!.. لونٌ تغير، وطعمٌ تحول، وريحٌ تبدل، وحزنٌ خيم على الشطآن.. ثم أرأيت يوم أن ينعتق من أسر السدود، ومن ضيق الحدود؟!.. كيف يكون رقراقاً.. عذباً.. متألقاً.. متدفقاً.. هادراً.. متحرراً من قيد العبيد!!.
وهكذا، فكل الأشياء المادية والمعنوية تريد أن تبقى حرة، طليقة، بلا قيود و لا سدود، تسبحُ في ملكوت الله، في حدود ما أراد الله، لتؤدى دورها، وتُفصح عن وجودها، وهى في هذا السياق تؤثر وتتأثر، فينتج من ذا التفاعل وقوداً حاراً، يندفع في شرايين الحياة، فيعطيها تجدداً وتنوعاً ونماءً.
http://www.aleqt.com/2010/03/05/article_359023.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق