بقلم: عبد القادر مصطفى عبد القادر إذا كانت المرأة تبحث - الآن - في دواليب الحياة العامة عن بعض من أضواء، أو شهرة، أو منصب، أو تقدير اجتماعي، أو.....، أو.....، بل ويبحث معها آخرون.. متعاطفون هم أو "مغرضون".. فلا مانع من ذلك، فحق البحث عما تتمنى وتأمل لا ينكره عاقل، خاصة إن كانت تبحث - حقاً - عن حق ضائع، أو ضالة مفقودة، كما أن شرف المحاولة " الشرعية " حق مكفول لكل من تعتقد أن لها حقوقاً سليبة لدى الطرف الآخر، وتريد أن تستردها.. هذا من ناحية. من ناحية أخرى، يجب على المرأة وهى تنقب عن أمانيها الضائعة أن تنقب في المنطقة التي تخصها فقط.. للأسباب التالية: (1) حتى لا تنسى أنها أنثى خلقها الله بخصائص معينة. (2) وحتى لا تضيع وقتاً وتهدر طاقة هي وأسرتها ومجتمعها في أمس الحاجة إليه. (3) وحتى لا تصطدم مع الطرف الآخر في معارك إثبات الذات، الخاسر فيها هو الكيان الأسرى والتماسك الاجتماعي. ومن ناحية ثالثة، تجدر الإشارة إلى أن كل حق سوف تتحصل عليه المرأة سوف يخلق في المقابل واجباً يجب أن تؤديه حتى لا يختل ميزان الحقوق والواجبات في المجتمع، ومن ثم فالأمر يتطلب جهداً مضاعفاً من المرأة، مرة وهى تسترجع حقوقها "المهدرة" كما تقول، ومرة وهى تضع على عاتقها مهام "جديدة" يجب أن تؤديها بمهارة وجدارة.. فهل ستستطيع المرأة أن تفعل ذلك؟!!. ولعلى أرى على أطراف الألسنة كلمات تريد أن ترد فتقول: إن المرأة تُعطى وتضحي من زمن، تُعطى وهى أم، وتُعطى وهى زوجة، فماذا أخذت؟ ثم إن العطاء عادة من عادات المرأة فهي لا تقدر أن تعيش بدونه، وعليه فلا أعباء جديدة سوف تُضاف إلى أجندتها يوم أن تحقق ما تسعى إليه من ظهور ونبوغ في المجتمع، أو بالأحرى يوم أن تحقق أهدافها في عصر نزعت مُعطياته تلك الشرنقة التي حجبت عنها أضواء الحياة من زمن، وهى بالقطع شرنقة من موروثات وعادات لا تمت للعدل بأي صلة. أقول: إن المرأة في المجتمع العربي و الإسلامي برعت كزوجة وأم حين ركزت كل اهتمامها، وسخرت كل طاقتها، ووظفت كل قدراتها من أجل بيتها، ولذا تخرج من بين يديها - وهى البسيطة - أبرع العلماء في الطب والهندسة والعلوم الدينية..الخ، والنماذج لا تكاد تُحصى، وكانت المرأة في ذلك مثل جذر الشجرة المتغلغل في باطن الأرض والذي لا يراه أحد، لكنه سر استقرار الكيان الأسرى، وسر نضارته وحيويته وتدفقه، ولما اشتاق الجذر إلى بعض من ضوء إثر بعض الوساوس، بدل المسار واستدار، طالباً الأفاق وتاركاً الأعماق، وأنى لجذر أن يتشعب في الهواء؟!!. إني مع المرأة في كل ما ترجو، ولكن بشرط واحد وهو: أن يكون لها مرجعية ترتكن إليها وهى تسعى نحو التحليق، مرجعية تحفظ لها خصائصها، وتحفظ للأسرة تماسكها، وبما أن لدينا منهج رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلماذا ننصت لأفكار واردة من هنا أو هناك؟ فإن كان المجتمع قد ظلم المرأة وجار على بعض حقوقها، فلماذا لا نستمع منصتين إلى كلمة الدين في ذلك الشأن؟!. --------------------------------------------------- *مدرس وكاتب abdelkader_khalel@yahoo.com 0107559278 |
مقالات الكاتب: عبد القادر مصطفى عبد القادر |... « كلماتنا.. بصماتنا، فلتكن منك بصدق، إلى الناس بحق »
الأحد، 22 مايو 2011
المرأة بين الحق والواجب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...
-
كان حريٌ بمن قالوا نحن على طريق المُعلم الأول سائرون، فلا صلاح للحياة إلا باتباع منهجه واقتفاء سيرته وتطبيق سنته، سواء كانوا من الإخ...
-
عبد القادر مصطفى عبد القادر سؤال أضنت إجابته بني البشر، إذ كلما وصلوا إلى شاطئ - بعد طول مكابدة وعناء سباحة - تبينوا أن السعادة المنشودة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق