الجمعة، 9 مارس 2012

أغبى الكائنات !!




عبد القادر مصطفى عبد القادر
باختصار شديد..

أتصور أن أحد مقاييسُ الذكاءِ التي يمكن أن نرتبَ على أساسها المخلوقات من الأذكى إلى الأغبى هو: «مقياس المُحافظة على الحياة»، بل هو المقياس الأهم، إذ لا قيمة لشيء دون حياة..!.

إنَّ الإنسانَ الذي خلقه الله ليعمر الأرض بما آتاه من عقل وعلم وإرادة، يَدْْهَسُ ذاك المعيار عمداً حين يُعملُ ذكاءه في ابتكار شيء يدمر به أشياء، أو حين يُخلُّ بنظام بيئي دقيق خُلقتْ عليه الأرض، سعياً وراء شهوة، أو طلباً لشهرة، أو إرضاءً لنزوة!.

معنى ذلك أنَّ من الذكاء ذكاءً يمكن وصمه بالغباء، لأنه يناهض الإعمار الحقيقي في الأرض، بإساءة استخدام الأسباب التي وضعها الله في الكون لتكون عوناً للإنسان في بحثه وفي إنتاجه، فينتج للحياة ما يقضي عليها، ثم يبرر ذلك بالبحث والعلم!.

إنَّ الإنسان عندما يعيش في الأرض حبيس الخوف من أن تدمره بعض ابتكاراته، لا يمكن فهمه أو استيعابه في إطار الاكتشاف العلمي، ولكن يمكن تفسيره في إطار جهل الإنسان بقيمة هذه الحياة، رغم إدعاءاته أنه الأذكى والأكثر علماً وحرصاً عليها!.

وعليه، وقياساً على سبق.. سيحتل المخلوق الأذكى في الكون ذليل القائمة باقتدار، ذلك لأنه الكائن الأكثر همجية وعشوائية في تعامله مع معطيات الحياة، والنتيجة: قضاء على كائنات بلا ذئب، وتهديد لكائنات بالانقراض!.

قال الله تعالى « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » (41) سورة الروم.


المقال منشور بالاقتصادية الالكترونية ورابطه

http://www.aleqt.com/2012/03/10/article_634951.html

ليست هناك تعليقات:

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...