سؤال أضنت إجابته بني البشر، إذ كلما وصلوا إلى شاطئ - بعد طول مكابدة وعناء سباحة - تبينوا أن السعادة المنشودة ليست فيما وصلوا إليه، فيبدؤون من جديد رحلة بحث تالية نحو شاطئ، ثم شواطئ.. وربما يمضى العمر وينقضي الأجل دون أن يهتدوا إلى الغاية المقصودة.. إلى السعادة المنشودة!
ومن عجبٍ أنَّ اللاحقين من الناس لا يتعلمون من تجارب من سبقوهم فيمضون على ذاتِ السُبل ينقبون ويبحثون، أملاً في اكتشاف ما فات الآخرين، ولكن يعودون كما عادوا يجرون أذيال الخيبة والندامة على ما فات من وقت وما ضاع من جهد في طُرق سَلكها السابقون ففشلوا.
إنَّ العيب ليس في أن تبحث عن موطن السعادة، فالبحث عنها حقٌ مكفول، ولكن العيب أنْ تُصر على الحرث في البحر، والسباحة في اليابسة، فتسلك وسائل أثبت الواقع أنها ليست السبيل الأمثل إلى إدراك أرض السعادة.
** فإذا كنت تتصور أن السعادة في جمع المال، وكنزه، وإنفاقه على شهوات النفس.. فأنت واهم، فلقد تعلمنا من تجارب السلف أنَّ «المال وراحة البال لا يجتمعان معا»، ولقد تعلمنا من مشهد الموت أنَّ «المال يتركه المرء كله ويُسأل عنه كله»، ولقد تعلمنا أنَّ الإنفاق على الشهوات مَجْلَبة للتعاسة.. «فرب شهوة ساعة أورث أهلها هماً طويلا»، وإنْ كنت لا تُصدق إلا ما ترى.. فاستمع إلى حديث الواقع الذي لا يكذب ولا يتجمل، فلقد أثبت الإحصاءات أنَّ أعلى نسبة للانتحار بين البشر توجد بالدول التي يتمتع مواطنوها بأعلى مستوى لدخل الفرد.. فلئن كان المال يحقق السعادة، فلماذا تخلص هؤلاء من حياتهم؟!.
** وإنْ كنت تتصور أن السعادة في الزوجة والأولاد.. فكم من رجال أُتْعِسَتْ حياتهم بأيدي زوجات متمردات، وأبناء عاقين وعاقات!
** وإنْ كنت تتصور أن السعادة في المنصب.. فكم من مناصبٍ غرت أصحابها، فظنوا أنهم بمنأى على القانون، فعاثوا في الأرض فساداً، فدارت الأيام دورتها، فحصدوا الندم والهم وراء قضبان السجون!.
** وإنْ كنت تتصور.. وتتصور.. وتتصور.. فاعلم أنك مخطئ فيما إليه ذهبت.. من كل أمور الدنيا.
إذنْ فأين السعادة؟.. لنضع لها محددات عامة:-
(1) إنَّ السعادة لا تحقق بشيء مصيره إلى الفناء.
(2) إنَّ السعادة الحقيقية في الدنيا تؤدى إلى السعادة الدائمة في الآخرة.
(3) إن السعادة تنبع من قلب المرء ولا تأتيه من الخارج.
الآن كدنا أن نقترب من كلمات أحد الصالحين حين قال «إن سعادتي في إيماني، وإن إيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه سوى لربى»، وهنا نقبض على الضالة المفقودة.. إذ نعلم أن السعادة في اتصال القلب بالله، فهي منحة وعطية من الله، قال الله { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }.
فالإيمان الصادق والعمل الصالح هما سر السعادة، قال القائل:
ولست أرى السعادة جمع مال * * * ولكن التقيّ هو السعيد.
إنَّ الإيمان بالله ورسوله، ليس تكبيلاً للحرية والسعادة كما يدعي بعض أربابها المصطنعين، بل إنَّ الإعراض عن أوامر الله ورسوله هما السبب، حيث يضع العاصي نفسه في سجن النفس وشهواتها.. فأنى تتأتي السعادة لمن عاش عبداً لنفسه؟!.
قال الله تعالي « وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ».
اللهم ارزقنا السعادة في الدنيا وفي الآخرة.
المقال تم نشره في الاقتصادية ورابطه:
http://www.aleqt.com/2012/03/13/article_636107.html
ومن عجبٍ أنَّ اللاحقين من الناس لا يتعلمون من تجارب من سبقوهم فيمضون على ذاتِ السُبل ينقبون ويبحثون، أملاً في اكتشاف ما فات الآخرين، ولكن يعودون كما عادوا يجرون أذيال الخيبة والندامة على ما فات من وقت وما ضاع من جهد في طُرق سَلكها السابقون ففشلوا.
إنَّ العيب ليس في أن تبحث عن موطن السعادة، فالبحث عنها حقٌ مكفول، ولكن العيب أنْ تُصر على الحرث في البحر، والسباحة في اليابسة، فتسلك وسائل أثبت الواقع أنها ليست السبيل الأمثل إلى إدراك أرض السعادة.
** فإذا كنت تتصور أن السعادة في جمع المال، وكنزه، وإنفاقه على شهوات النفس.. فأنت واهم، فلقد تعلمنا من تجارب السلف أنَّ «المال وراحة البال لا يجتمعان معا»، ولقد تعلمنا من مشهد الموت أنَّ «المال يتركه المرء كله ويُسأل عنه كله»، ولقد تعلمنا أنَّ الإنفاق على الشهوات مَجْلَبة للتعاسة.. «فرب شهوة ساعة أورث أهلها هماً طويلا»، وإنْ كنت لا تُصدق إلا ما ترى.. فاستمع إلى حديث الواقع الذي لا يكذب ولا يتجمل، فلقد أثبت الإحصاءات أنَّ أعلى نسبة للانتحار بين البشر توجد بالدول التي يتمتع مواطنوها بأعلى مستوى لدخل الفرد.. فلئن كان المال يحقق السعادة، فلماذا تخلص هؤلاء من حياتهم؟!.
** وإنْ كنت تتصور أن السعادة في الزوجة والأولاد.. فكم من رجال أُتْعِسَتْ حياتهم بأيدي زوجات متمردات، وأبناء عاقين وعاقات!
** وإنْ كنت تتصور أن السعادة في المنصب.. فكم من مناصبٍ غرت أصحابها، فظنوا أنهم بمنأى على القانون، فعاثوا في الأرض فساداً، فدارت الأيام دورتها، فحصدوا الندم والهم وراء قضبان السجون!.
** وإنْ كنت تتصور.. وتتصور.. وتتصور.. فاعلم أنك مخطئ فيما إليه ذهبت.. من كل أمور الدنيا.
إذنْ فأين السعادة؟.. لنضع لها محددات عامة:-
(1) إنَّ السعادة لا تحقق بشيء مصيره إلى الفناء.
(2) إنَّ السعادة الحقيقية في الدنيا تؤدى إلى السعادة الدائمة في الآخرة.
(3) إن السعادة تنبع من قلب المرء ولا تأتيه من الخارج.
الآن كدنا أن نقترب من كلمات أحد الصالحين حين قال «إن سعادتي في إيماني، وإن إيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه سوى لربى»، وهنا نقبض على الضالة المفقودة.. إذ نعلم أن السعادة في اتصال القلب بالله، فهي منحة وعطية من الله، قال الله { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }.
فالإيمان الصادق والعمل الصالح هما سر السعادة، قال القائل:
ولست أرى السعادة جمع مال * * * ولكن التقيّ هو السعيد.
إنَّ الإيمان بالله ورسوله، ليس تكبيلاً للحرية والسعادة كما يدعي بعض أربابها المصطنعين، بل إنَّ الإعراض عن أوامر الله ورسوله هما السبب، حيث يضع العاصي نفسه في سجن النفس وشهواتها.. فأنى تتأتي السعادة لمن عاش عبداً لنفسه؟!.
قال الله تعالي « وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ».
اللهم ارزقنا السعادة في الدنيا وفي الآخرة.
المقال تم نشره في الاقتصادية ورابطه:
http://www.aleqt.com/2012/03/13/article_636107.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق