السبت، 3 سبتمبر 2011

عبد القادر مصطفى يكتب: ولا زال المعلمُ يعاني!




هم الفئة التي صنعت وتصنع عقول الوطن، وهم الفئة التي شكلت وتشكل وجدان أبناء الأمة.. إذن فهم صناع اليوم والغد، لأن مهنتهم إنتاج بشر.. لأن صناعتهم تربية أجيال!.


هم المستثمرون الحقيقيون الذين يوظفون رؤوس أموالهم - وهو علمهم - في أعز ما نملك.. في الإنسان.. إذن فهم البناءون الحقيقيون لنهضة هذا الوطن.

أليس من الجهل أن نقول للمعلم بعد ذلك: لست منتجاً.. لأنك لا تجني رسوماً، ولا تستخرج غازاً ولا بترولاً، ولا تضخ مالاً ولا استثماراً..!

بالله عليكم.. من يكون منتجاً إن لم يكن المعلم منتجاً؟، من يكون مستثمراً إن لم يكن المعلم مستثمراً؟. إن السواد الأعظم من دول العالم ينظر إلى المعلم على أنه المنتج الأول، والمستثمر الأول، والمساهم الأول، لأنه يبني وينتج مَنْ يبني وينتج، فإن صح البناء الأول، صح البناء الثاني، ولذا وضعوا المعلم في المكانة التي يستحقها اجتماعياً ومالياً وأدبياً.

الآخرون يفكرون كذلك، وهنا تبحث الجهات المعنية بحثاً مضنياً - لا عن طريقة فاعلة تصلح أحوال المعلم - ولكن عن تبرير مقنع لتفسر به تعنتها معه أمام الرأي العام فتقول: المعلم غير منتج أو لا ينتمي إلى وزارة منتجة، أو تقول: المعلم من أعلى فئات المجتمع دخلاً.. أو.... أو.... الخ.

وللأسف تأتي هذه التصريحات بعد وعود بهيكلة أجور المعلمين.. تلك الوعود التي تمخضت عنها زيادات هزيلة تتراوح من 75% إلى 25% ( أي بشكل تنازلي كلما صعدنا إلى الوظيفة الأعلى ) إذ يحصل المعلم المساعد على 75%، والمعلم على 50%، والمعلم الأول على 25%، والمعلم أول أ على 25%، والمعلم الخبير على 25%، والمعلم الكبير على 25%.. هذه الزيادات والتي تسمي "حافز أداء" هي ما حصل عليه المعلم بعد الثورة، أما ما تم إقراره من زيادات وفقاً لقانون الكادر رقم 155 لسنة 2007م فقد تم قبل 25 يناير، هذا على حين حصل بقية موظفو الدولة على حافز الإثابة بمقدار 200%، إذا حصل العامل والإداري في وزارة التربية والتعليم مثلا على ما يقارب 94% ليكمل 200%، فأي زيادة وأي دخل وأي مكانة قد حصل عليها المعلم؟!.

إن ما تم إقراره من استحقاقات كادر المعلمين ومن مكافأة امتحانات النقل، كان يجب التغاضي عنها حين إعادة النظر في أجور المعلمين لسببين:-
الأول: أن المعلم خضع دون غيره لامتحانات الكادر وفقا للقانون 155 لسنة 2007م، وترتب على اجتيازه لتلك الاختبارات تسكينه على وظائف الكادر الجديدة ومن ثم صرف مستحقات الكادر وفقا لتلك الإجراءات الخاصة التي أصابت المعلم وحده.
الثاني: أن المعلمون يتحملون دون سواهم إجراء امتحانات النقل من تقويم شامل، ومن تقدير درجات الانضباط والمشاركة، ومن وضع الامتحانات، ومن تصحيحها، ومن رصدها، ومن إعلان النتيجة.. الخ، ولذلك فمكافأة الامتحانات أجر مقابل عمل للمعلم.

بقيت كلمة.. أعطوا المعلم مرتباً يحييه حياة كريمة بلا تسول ولا سؤال، ثم جرموا الدروس الخصوصية عبر قانون صارم، وأعيدوا للمعلم هيبته داخل المدرسة، وفرغوه فقط لأداء مهمته بعيداً على الأعمال الإدارية التي يكلف بها من إدارة المدرسة.. وسوف تجدون تعليماً مختلفا.

رجائي أن يصل صوت المعلمين إلى آذان المسئولين، إن كانت هنالك جدية في إصلاح نظام الأجور في مصر.
abdelkader_khalel@yahoo.com


الجمعة، 2 سبتمبر 2011

عبد القادر مصطفى يكتب: إعرابُ الضمير المُستتر!

 


الأصل أن يُحسن الناس الظن ببعضهم البعض حتى يثبت العكس، وليس من المنطق أن نحاسب الناس على نواياهم لأنه لا يعلم خفايا الصدور إلا العليم بذات الصدور جل في علاه، إذ علمنا ديننا الحنيف أن نحكم على الناس بظواهرهم أما البواطن فلا شأن لنا بها، فلا إطلاع لنا عليها ولا محاسبة لنا عما يجول بها، وهذه حكمة دينية بالغة حتى يحيا المجتمع في حب ووئام وترابط بعيداً عن التشنجات والعصبيات والعداوات، قال رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان )، والشاهد أنه لا شأن لأحد إن كان هذا المعتاد يصلى رياء أو نفاقاً ، أو إخلاصاً .
فليست مهمة الناس التفتيش على مكنونات صدور بعضهم البعض، لكن ورغم ذلك فإنه يمكن استجلاء ما يدور بخاطر إنسان ما.. متى تكلم، لأن المرء - كما يقولون - مختبئ تحت لسانه فإذا تكلم ظهر، وهنا يتجلى دور الفراسة والقدرة على تحليل مقاصد الحديث ومراميه مع مراعاة عدم تحميل الكلمة بأكثر مما تحتمل من مغزى ومعنى، كي لا تتسع دائرة الشكوك ويزداد مجال التخمين طولاً وعرضا وعمقاً، خاصة إن كانت قراءة خفايا الكلام سوف يترتب عليها اتخاذ قرار يتصل بمصلحة شخص أو مجموعة أشخاص، ولذلك كان البحث بعناية واهتمام ودقة عن مضامين حديث المتحدثين حين يتحدثون من الأهمية والضرورة بمكان حتى لا تنزلق أفهامٌ نحو سوء استخلاصٍ أو سوء استنتاج .
 فعندما يأخذك عقلك في رحلة تفقدية للبحث في المعاني المحتملة والدلالات المختبئة وراء كل كلمة ينطق بها المتكلم إما تصريحاً فيذهب العقل إلى هنالك للبحث في معانيها وفى دلالاتها متخذاً من طريقة إلقائها، ومن السياق الذي جرت في حدوده، ومن الظروف التي حكمت إخراجها، محددات رئيسة مرشدة لا يخرج عنها استنباط ٌلمعنى أو استنتاجٌ لدلالة.. هذا إن قِيلت الكلمة على نحو صريح واضح لا يقبل اللبس أو التأويل.
 أما إن قيلت الكلمة تلميحاً عبر الإشارات الجسدية التي تصدر عن المتكلم عن قصد أو عن غير قصد فهنا يأتي دور العبقرية والفراسة في قراءة أفكار الغير، وهى الموهبة التي تسكن عقول أناس بعينهم دون سواهم، تمكنهم من ترجمة هذه الحركات إلى كلمات منتظمة ومقبولة يحتملها الموقف الذي سيقت فيه من ناحية، ثم يأتي من بعد ذلك دور البحث فيما تدل عليه هذه الكلمات أو تشي إليه من ناحية أخرى ، فربما تفصح هذه الإشارات - أحياناً - عن بعض الحقائق المعلومات التي يريد المتحدث أن يعبر عنها إيحاءً، أو يريد أن يخفيها عبر التورية أو الكناية أو تغيير مجرى الحديث بذكاء نحو خط آخر، وهنا يتطلب الأمر غوصاً ماهراً لقراءة ما ينْداح بين السطور من كلمات غير معلنة أو غير مرئية وما تعلن عنه الإشارات الصادرة من حقائق كامنة حجبها خجل الحديث، أو ظروف الحديث، أو ذكاء الحديث، والأمر وقتئذٍ يستلزم التأني والتمهل والتريث في النظر والتحليل قبل وأثناء وبعد كلام المتكلم للوقوف بصدق على المعلومات المؤكدة والحقائق الثابتة التي لا تحتمل الجدل ولا الإنكار و التي انسابت من أطراف الحديث الذي قد يكون مقالاً أو حواراً أو كلمة أو مناظرة أو ما شابه ذلك من صنوف المداولات الكلامية وما أكثرها في واقعنا المعاصر.
وليس عيباً ولا قصوراً ألا يخرج المحاور أو المناقش أو الصحفي بأية معلومات مباشرة أو غير مباشرة من بين ثنايا الحديث، فليس من الضروري أن يحدث سبق صحفي أو إعلامي على حساب الحق والحقيقة، ولكن العيب كل العيب في رصد استنتاجات واستنباط معلومات غير حقيقية من كلام المتكلم أو تفسير كلام المتكلم على نحو مائل أو أعوج بحثاً عن ذلة أو هفوة أو سقطة تكون مطية للتشهير أو التشفي، أو ما شاكل ذلك، وما أكثر الصور المؤسفة التي برزت في وسائل إعلام مقروءة أو مرئية أو مسموعة يسعى مالكوها إلى الشهرة والكسب السريع أو التشفي عبر سرد العناوين البراقة عن أناس تقع عليهم دائرة الضوء وما تحمله هذه العناوين في طياتها من مفردات البهتان ومجافاة الحقيقة .
وما أكثر الشائعات التي تم التسويق لها عبر الصحف الصفراء وما وازاها من وسائل إعلام أخرى عن رجال دين، أو سياسة، أو رياضة، أو فن، أو غيرهم، نسبت إليهم ما لم يقولوه وألصقت بهم ما لم يفعلوه، ثم بعد أن تقوم الدنيا و لا تقعد يتضح زيف ما أشيع هنا أو هناك تحت مسمى السبق الصحفي أو خلافه.
لقد نشأت مشاكل وتاهت حقائق ( فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ..)، ومن ثم فقد توافر المناخ المناسب والتربة الملائمة لنثر بذور الشقاق والخلاف وما أن ينزل عليها ماء الإعلان عن السبق الخطير حتى تنمو هذه البذور الشيطانية نمواً خطيراً يحجب عن الجميع ضوء البصر البصيرة، ولا يلبث كل طرف أن يخرج كل أسحلته من أجل إثبات صحة موقفه، وحسن نواياه، وهكذا تضيع الأوقات وتهدر الطاقات وتقع الخلافات التي لا طائل من ورائها، وينشغل الناس بسفاسف الأمور ويتركون عظائمها.
والملاحظ أن دائرة هذا الظاهرة تتسع يوماً بعد يوم داخل مجتمعاتنا العربية بلا مبرر أو ضرورة مقبولة، ويبدو الأمر وكأنه خطة محكمة تسعى إلى جر هذه المجتمعات إلى دوامات مصطنعة من التناحر والشقاق ليس منها فواق، ولا يخفى على كل ذي عقل أو قلب أنه إن تاهت الحقيقة من البداية في غابة الشقاق المزمن فلسوف ترتكب المهازل تلو المهازل بدعوى إرجاع الحق إلى أصحابه.
إن القفز على الحقائق باستباق تحليلات متسرعة وغير مدروسة أو مؤكدة كلف المجتمعات العربية كثيراً من أوقاتها وطاقاتها وثرواتها، تارة في الجدل و المراء العقيم الذي لا طائل من ورائه، وتارة في علاج ما ترتب من آثار على سوء التفسير والتأويل، وكان ذلك بمثابة الحجر الصغير الذي ألقى في نهر كبير فأوجد أكثر من دوامة للخلاف و أكثر من دائرة للشقاق وأكثر من مستوى للتناحر والتباغض، فمن ألقى الحجر يا سادة في أنهارنا الصافية الجارية فعكر صفوها وهز استقرارها وجريانها؟!..سؤال ليست الإجابة عليه بالأمر الهين.
لكن يبقى إحسان الظن بالناس وتأويل كلامهم وأفعالهم تأويلاً شفافاً يتفق مع قواعد الإنصاف والصدق ، وإتباع سياسة درء الشكوك بالحقائق الدامغة، والتخلص من الأنانية المفجعة والذاتية المخيفة، وتنظيف القلوب من أدرانها وأمراضها.. يبقى كل ذلك علامات هادية على طريق الحياد والشفافية والصدق إذا اتصل الأمر بمحاولة فهم العلة الكامنة وراء كلام الآخرين على اختلاف صنوفهم، ثم يأتي دور الضمير كحكم داخلي نهائي على تصرفات الإنسان.
 ولن ينفع القانون فينا رادعاً ****** حتى نكون ذوى ضمائر تردع .

عبد القادر مصطفى يكتب: لقاء الأرواح!

 


يحدث أن تتعانق قلوبٌ وتتشابك أرواحٌ، بلا تمهيد أو سابق إنذار، ودون أن يمنع بُعد المكان وتباعد الأوطان من لقاءات وعناقات أبت الأرواح و القلوب إلا تتمها من خلال عالم غير مشهود، لا يخضع لقانون الزمان والمكان.
يقولون: بينما كان البشر أجمعهم في عالم الغيب ذراً، التقى بعضهم بعضاً، فتعارفت أرواح فتآلفت، وتناكرت أرواح فاختلفت، وذا يُفسر كيف أنى أسمع الرجل أو أراه فيقع في نفسي إحساسٌ لا أدرى له مصدراً يقول: أنت رأيت هذا الشخص من أمدٍ أو تعرفه من زمن، والعجيبُ أنني حين أجاذبه الحديث للمرة الأولى، أشعر براحة الملهوف إذ رُدت لهفته، وبفرحه المستغيث إذ وجد ضالته، وبرىِّ الظمآن إذ أطفأ عطشه.
هناك أسرار من وراء العالم المشهود، ربما لا ندرك لها تفسيراً، تدفعنا دفعاً إلى الحب أو الكره.. إلى الاطمئنان أو القلق، دون أن نضعَ أيدنا على سببٍ واضحٍ يبرر هذه المشاعر، فإذا جمعنا القدر للمرة الأولى بأناس لم نعرفهم.. للوهلة الأولى يقع في روعنا أننا نعرفهم منذ زمن بعيد، ولا ندري من أي مصدر قد جاءنا هذا اليقين.
في الحقيقة هناك أشياء نبصرها وأشياء لا نبصرها.. قال الله تعالي  { فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ }{ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ }(38) ، (39) سورة الحاقة.. هذا العالم الذي لا نبصره عالم كبير.. لا نفهم نواميسه ولا ندرك قوانينه، وربما كان هذا العالم هو مسرح التقاء الأرواح.. قال المعصوم عليه الصلاة والسلام { الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف }.
يا أخي.. لقد رأيتك قبل أن أراك، وكلمتك قبل أن أكلمك، وجالستك قبل أن أجالسك، وعرفتك قبل أن أعرفك.. ولا تقل لي كيف!.
أما تراني قد بُحتُ لك بأسراري يقيناً مني بأنك لن تفشيها.. لأنني اطمأننت لك، وراهنت على وفائك وإخلاصك، رغم قصر المدة التي تلاقينا فيها عيناً، لكن ربما تلاقينا غيباً لوقت طويل.. هل تشعر بذلك؟!.
إن العلم سيقف عاجزاً عن فهم كل أسرار النفس، ولن يجد تفسيراً مقنعاً لكل ما تفعل.
abdelkader_khalel@yahoo.com

http://www.albedaya-algadida.com/article-2822.html 

الخميس، 1 سبتمبر 2011

عبد القادر مصطفى يكتب: رسالة من مواطن مصري!

 


سوف يمكث المحللون طويلاً أمام هذه السمة التي تنفرد بها شخصية الإنسان المصري دونما غيره من البشر، فمن المعروف فيزيائياً أن الضغط يولد الانفجار إذا ضاق الوعاء على محتواه إثر مؤثر خارجي.

وحياتياً فإن الضغط متمثلاً في مؤثرات ضاغطة وظروف قاسية يولد نوعاً من التمرد والعصيان والاضطراب والخروج عن جادة الصواب.
لكن، وبكل صدق فإن الأمر يختلف لدى أبناء أرض الكنانة، فعندما يُوضع المصري تحت الضغط تتفجر منه طاقات الإبداع، وإذ به يتحول إلى مارد عملاق يصنع المستحيل ويحقق الإعجاز على نحو يكسر حلقة المألوف والمعتاد من الأفعال، وكأنه قد استلهم من غير المألوف قوة على قوته وطاقة على طاقته، فيأتي بأفعال تفوق كماً ونوعاً حجم المتصور أو المتوقع.

هذه الحالة الفريدة لازمت المصري على مدار تاريخه القديم والحديث والمعاصر، وقد يكون الأمر مرتبطاً بالجينات الوراثية التي تختزن فيها كماً هائلاً من المواهب والملكات والقدرات الخاصة، التي لا يدركها صاحبها في الظرف العادي، الذي ربما لا يهيئ القاعدة المناسبة لانطلاق هذا الكم من الموهبة إلى واقع الحياة ليعبر عن نفسه في صورة إبداع أو إجادة.
لكن وتحت الظرف الطارئ أو الاستثنائي، وحين لا تتوقع أن يفعل المصري شيئاً.. تكون نقطة التحول المدوية، فيصنع على نحو مدهش ما عجز أبرع المتفائلين عن تصوره، وذلك في مشهد ينتزعك من المكان والزمان القائمين إلى منطقة تشبه إلى حد كبير منطقة الأحلام، حيث ترى كثيراً جداًً في زمن يسير للغاية.
وبنظرة سريعة إلى الماضي لنرى كيف بني المصري القديم الهرم الذي حير ألباب أبرع المعماريين والمهندسين في شتى بقاع الأرض، ولا يزال العلم الحديث بكل بما أوتى وسائل وتقنيات يقف عاجزاً حائراً أمام العديد من الألغاز والطلاسم التي لا يريد هذا البناء أن يفضى بها حتى الآن..
لنرى كيف بني المعابد التي تتحدى الزمن..؟.
لنرى كيف علم سر التحنيط الذي عجزت عنه علوم الدنيا حتى وقتنا الراهن؟.
لنرى ونرى ونرى..الخ.
ثم بنظرة أخرى إلى التاريخ الحديث لنرى كيف شق المصريون - برغم كل ما يُقال - هذا الشريان الحيوي الذي يربط بين البحرين والذي يسمى قناة السويس..؟
لنرى كيف بني المصريون ذاك السد العملاق المسمى بالسد العالي..؟
لنرى كيف حقق المصريون النصر في 73..؟
إن أداة الاستفهام هنا تنقش وراءها آلاف من علامات التعجب والدهشة، فكل هذه إنجازات بل إعجازات لا يكاد يتصورها عقل، خاصة وقد اكتنف تنفيذها وإخراجها للحياة قديماً وحديثاً كثيراً من المعوقات والعراقيل التي كانت تفرض استحالة التنفيذ بمنطق العقل والحساب، لكن الإرادة المصرية عندما توضع على المحك فإنها تخترق حسابات المنطق وتفرض منطقها المستلهم من حضارة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ
ثم كانت ثورة 25 يناير والتي لم يتوقع أبرع المحللين تسلسل أحداثها على هذا النحو المدهش، فبينما تخيل الكثيرون أن الشعب قد مات إكلينيكيا إثر استسلامه للكبت والذل، إذا به ينتفض انتفاضة المارد في ثورة بيضاء على الظلم والفساد، فيسقط من لم يتخيل عقل أنهم سيسقطون، في مشهد لن يغيب عن ذاكرة التاريخ يوما.
ثم كانت أحداث الحدود مع إسرائيل فرصة لتبليغ رسالة شديدة الدقة إلى إسرائيل ومن حولها وهي أن مصر قد استيقظت ولن تعود إلى النوم مرة أخري، وأن المصريين قد استشعروا كرامتهم واستردوا كبريائهم، ولن يسمحوا لكائن من كان أن يفقدهم ما استردوه بدماء شهدائهم الأبرار.
إن على إسرائيل أن تقرأ وأن تمعن في القراءة.
 
 abdelkader_khalel@yahoo.com

http://www.albedaya-algadida.com/article-2687.html 

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...