السبت، 19 فبراير 2011

قطر والعالمية المُستحقة!



عبد القادر مصطفى عبد القادر
إن فوز دولة قطر الشقيقة بتنظيم بطولة كأس العالم 2022م، لهو حدث بارزٌ في مسيرة هذا البلد، سيكتب في سجلات التاريخ بأحرف من نور، ليكون شاهداً على طفرة نهضوية عملاقة، بدأت بتخطيط علمي مُحكمٍ دقيق، لم يترك ثغرة لصدفة، أو مجالاً لتخمين، ثم كان التنفيذ الأمين وفقاً لأرقى المعايير العالمية وبجودة فائقة المستوى، ثم كان التسويق المُبهر المُنَظم الذي وصل إلى عقل وقلب كل متابع ومهتم على وجه البسيطة، ثم كان عرض الملف القطري بشكل مذهل ومدروس، لتثبت قطر أنه لا مستحيل مع الإرادة الحديدية، والتخطيط العلمي السليم.

عندما تنافس قطر الصغيرة في مساحتها الكبيرة برجالها وطموحها وإرادتها وتخطيطها، دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية برصيدها الحضاري، ونفوذها السياسي، وتفوقها الاقتصادي والمالي، ثم ترجح المؤسسة الدولية لكرة القدم «فيفا» ملف قطر ليقع عليها شرف تنظيم أكبر بطولة عالمية لكرة القدم، فهذا لا يعني التقليل من قدرات أمريكا المعروفة للجميع، بقدر ما يعني أن أشياء هائلة حدثت وتحدث وستحدث على أرض هذه الدولة العربية النابغة.

ولسوف تثبت السنوات القادمة، بما تشهده من بُنَى تحتية ومن إنشاءات وتجهيزات، أن قطر كانت أهلاً لنيل هذا الشرف، كأول دولة عربية تظفر بتنظيم الحدث الأبرز رياضياً فوق أرضيها في 2022م، ولسوف تقدم قطر أنموذجاً مشرفاً لكل العرب في التنظيم والإدارة، لأن الحماس، والجاهزية النفسية، والطموح، والرغبة في إثبات الذات.. كلها أمور متوفرة لأهل القرار والتنفيذ.

* لقد أعجبني كثيراً تأكيد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على أن «اختيار قطر لاحتضان فعاليات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 حدث لا يخص قطر فقط، وإنما يخص العالم العربي كله».

* كما أعجبني تصريح محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم حيث قال «أتوجه بالتهنئة لقطر، لكننا اجتزنا مرحلة سهلة وتنتظرنا مهمة صعبة في السنوات المقبلة، لكني واثق من قدراتهم على أن يكونوا عند حسن الظن كما أثبتوا في الماضي».

فشكراً للذين تعبوا من أجل أن يقذفوا السعادة في قلوب بني شعبهم، وشكراً للذين أسعدوا كل العرب، وشكراً للذين أثبتوا للعالم أن العرب يقدرون على الكثير لو أرادوا وخططوا.

وهنيئاً لقطر أميراً وحكومة وشعباً.


*باحث في علم الإحصاء
http://www.aleqt.com/2010/12/09/article_477254.html

ليست هناك تعليقات:

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...