المناورات على الطريقة «الإخوانية»!
الثلاثاء 17ابريل 2012 - 20:12
الثلاثاء 17ابريل 2012 - 20:12
عبد القادر مصطفى عبد القادر
عضو نقابة الصحفيين الالكترونيين
انتميتُ إلى الإخوان المسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة عاماً، ثم انفصلتُ عنهم منذ خمسة عشر عاماً لأسباب لا يتسع المجال لذكرها، وخلال الفترة التي انضممت فيها إليهم تعرفتُ كثيراً على طريقة تفكيرهم وأسلوب تعاملهم مع الأحداث، وعليه فلا أصدق أنه لم يكن في نية الإخوان ترشيح واحد منهم على منصب رئيس الدولة، وأنَّ المستجدات على الساحة هي التي فرضت عليهم ضرورة الدفع بالمهندس «خيرت الشاطر».. لماذا؟!
(1) الإخوان لاعبٌ ماهرٌ على الرُّقعة السياسة قبل وبعد الثورة، وإن اتضح ذاك الدور بشدة بداية من 25 يناير، ومن ثم فليس الإخوان بمنأى عن صنع الأحداث وتوجيه المسار، وبالتالي فالمستجدات التي فرضت ترشيح الشاطر لم يبتعد الإخوان عن صناعتها كثيراً، أي أنهم قد هيئوا التربة لخلق المبررات والمسوغات كي يدفعوا بورقتهم في انتخابات الرئاسة!.
(2) الإخوان أذكي كثيراً منْ أنْ يُستدرجوا نحو معركة خاسرة، لأنَّ لهم قواعد منتشرة في كل شبر من مصر، ومن ثم فاتخاذ القرار لديهم يتم بناء على معلومات مُنتشلة من جوف الحدث، لا على تخمينات أو توقعات، وهذا ما أقرت به كل التيارات السياسية الموجودة على الساحة!.
(3) لا يمكن أن يكون ضغط اللحظة الراهنة هو سبب الدفع بـ «خيرت الشاطر» نحو الرئاسة، وإلا لقام الإخوان بدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، كونه يحمل ذات الإستراتيجية الفكرية التي لم تتأثر كثيراً بفصله من الإخوان، الأمر الذي يبرهن على أن خُطة متعددة المراحل قد أعِدَّتْ من قبل الإخوان وبمساعدة أطراف أخرى للوصول إلى المشهد الراهن!.
(4) المُهندس «خيرت الشاطر» ليس هو الشخص الذي يدفع به الإخوان في معترك غير مأمون العواقب، لأن الرجل يمثل أحد الأعمدة المالية والاقتصادية والتخطيطية الهامة عند الإخوان، وعليه فليس من المتصور المجازفة به الآن، ما لم يكن لدي الجماعة مسوغات مضمونة لنجاحه في هذا السباق، وهي مسوغات جُمِعت على مُكث، بينما كان الإخوان يعلنون على الملأ أنهم لن يرشحوا أحداً منهم للرئاسة!.
(5) عرقلة الشيخ «صلاح أبو إسماعيل» في هذا التوقيت، وبالتزامن مع دفع الإخوان بمرشحهم، لا يجب أن يمر مرور الكرام، خاصة بعد الانتشار المُقلق للرجل في الأيام الأخيرة، ورفضه أن يكون نائباً للشاطر حالة فوزه، لأن عرقلة أبو إسماعيل لن تصب إلا في مصلحة الشاطر، استناداً إلى تصريحات كثيرة صدرت من أصحاب التوجهات السلفية!.
(6) ما يعلنه بعض قادة الإخوان وأقطابهم من رفضهم للدفع بمرشح منهم للرئاسة حفاظاً على المصداقية، أو لأن تحمُّل كل الأعباء، ظلمٌ على الجماعة وحدها في هذا الظرف المتوتر، هو جزء ذكي من المناورة، يتكئ عليه الإخوان، لو نجحت الاحتمالات الضعيفة، وخسروا سباق الرئاسة!.
نحن أمام عقليات يحكمها تنظيم دقيق، وهو ما يرجح كفة الإخوان في أي سباق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق