الثلاثاء، 24 مايو 2011

لمن يجهل شعب مصر



بقلم: عبد القادر مصطفى

في حضن مصر قد نختلف، وقد ينتقد بعضنا بعضاً بشيء من الحدة، وقد يشكو بعضنا بعضاً إثر ما يعانى من متاعب يومية، وقد يثور بعضنا على بعض جراء سوء فهم أو اندفاع، وقد نتظاهر، وقد نعتصم، و...و...الخ.

ولكن نفعل كل هذا ونحن نحب مصر، نفعل كل هذا ونحن ننتمي لتراب مصر، نفعل كل هذا وفى داخل كل منا محبة جبارة لوطنه وأرضه، نفعل كل هذا ونحن بين ذراعي مصر الحانية، وفى رحاب حضنها الدافئ، لا يشذ عن ذلك أي مصري يعرف قيمة وقدر هذا البلد.

على الجانب الآخر، هنالك من يقرأ تلك الأحداث على أنها انفصال أو انفصام بين أفراد الشعب، وهى بلا شك قراءة خاطئة لأنها تفتقد إلى عناصر كثيرة، أهمها مُرتكز خطير لا يمكن للآخر أن يفهمه أو يستوعبه، لأنه عنصر ملتصق بطبيعة الإنسان المصري ومتلاحم مع تكوينه وفطرته، ويتسم بالخصوصية الشديدة، ولا يبرز إلى الوجود إلا في حالات الشدة، ألا وهو عنصر الترابط البيني الشديد بين المصري وأخيه المصري، فهناك قوة خفية مدهشة توحد المصريين وتجعلهم في حالة ترابط مهما بدا للناظر غير ذلك.

فقد يُخَيَّل إلى بعض المحللين - من خلال وقائع معينة - أن المجتمع المصري في حالة تفكك وتباعد، وأن قوى الترابط والتجاذب بين أفراده قد وهنت، وأن ما بين لبناته من وشائج قد هوت، وأن المسافة البينية بين عناصره قد اتسعت، ومن ثم يمكن اختراق هذه المسافة بأشخاص وأفكار لتحقيق مآرب سياسية أو حزبية، فيؤسسون على هذا التصور - الأعمى - خططاً ملتوية تهدف إلى تكوين خلايا داخل نسيج المجتمع المصري تكون نواة وأداة لمحاولة تحقيق أحلام - بل أوهام - بعض الأطراف الإقليمية في المنطقة.

لكن، وعلى أرض الواقع يصطدم أولئك الخبثاء بالحقيقة التي تسكب المرارة في حلوقهم، والحسرة في قلوبهم، وهى أن ما رأوه أو ما رصدوه إن هو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء، وأن الشعب المصري أقوى من أن يُخترق، وأن نسيجه الاجتماعي على درجة عالية من التماسك، وذلك مهما طفا على السطح من مشاهد توهم هؤلاء بأن الفرصة سانحة ومهيأة، وأن الأرض خصبة لنثر بذور الفتنة والوقيعة!!.

لقد حاولت قوى كثيرة أن تحدث قلاقل وفتن في واقع الحياة المصرية، تارة بمحاولة التلاعب في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وتارة بدس الفكر الإرهابي المتطرف في أوساط الشباب، وتارة بدس الفكر الإباحى المنحل الذي لا يعرف ديناً ولا عقيدة، وتارة بمحاولة بناء انتماءات لأحزاب وقوى خارجية..الخ،
وكل هذه المحاولات باءت بالخيبة والخسران، لأن من يخطط للنيل من أمن مصر لم ولن يعرف كيف يفكر الإنسان المصري، فالمصري قد يغضب ولكن لا يكره، وقد يثور ولكن لا يخون.. إن مختصر حال المصري مع وطنه يجسده المثل المصري القائل " أدعو على ولد بطني وأكره إللى يقول آمين ".

من هنا يمكن التأكيد على نقطتين هامتين:-
الأولى: أن وحدة المجتمع المصري هي وحدة غير قابلة للتجزئة، مهما حاول العابثون.
الثانية: أن دور مصر الإقليمي والدولي هو قدرها، فليهدأ الصغار وليعودا إلى رشدهم.

فيا من ملئتم أروقة فضائيات بعينها بأحاديث نارية، وحاولتم بها استقطاب قلوب المصريين، ألا فاعلموا أن الحقيقة هي التي تبقى، وأن كل الأكاذيب تنثرها بينات الحق رماداً في عيونكم، قال الله تعالى " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".

http://www.albedaya-algadida.com/article-934.html
********
عبد القادر مصطفى
abdelkader_khalel@yahoo.com
 0107559278

هناك تعليقان (2):

Emtiaz Zourob يقول...

سعيدة بعثوري على مدونتك وان شاء الله من المتابعين ...

دمت بخير انت ومصر الحبيبة وتقبل خالص تحيتي وتقديري.

عبد القادر مصطفى عبد القادر ---------------------------- يقول...

أشكرك وجع البنفسج.

  الحكمة بعيدًا عن الميدان كذب! بقلمي: عبدالقادر مصطفي كلنا إلا من رحم نتلثم بالحكمة ما لم يكن لنا احتكاك مباشر ومعايشة حياتية مع القضي...