تظلمون الكلاب والذئاب حينما تشبهون بها كائنًا بشريًا؛ تجرد من كل فطرة وضمير ودين؛ فتحول إلى أستاذ للأبالسة والشياطين؛ يشرح لهم درسًا عمليًا في استنساخ كبيرة عُظمى؛ حينما اغتصب طفلة رضيعة بريئة تلهو كوردة نادية في وجه النسيم.
كيف أنتجت هذه الأرض هذا المخلوق؟!؛ بل كيف تربى حتى وصل إلى خمس وثلاثين سنة؟!؛ بين مآذن تكبر لصلواتٍ خمس؛ يُسمع منها صوت القرآن آتيًا من السماء؛ والنقشبندي وطوبار وعمران يغمسون القلوب في بحور المناجاة والقرب من فوق سنامها؛ وإذا بالشعرواي يقول في دبر كل آذان اللهم رب هذه الدعوة التامة.
أجدُ قلبي غارقًا في بحر من الهم والخزن؛ ولا أحصى تعدادًا للمرارات التي ألقته في يمِّ الدموع .. هل على دين قد تمزق؛ أم على أخلاق قد تلاشت؛ أم على ضمائر قد ماتت؛ أم على قيم قد توارت؛ أم على إنسانية قد رحلت.. أبكي وتصنع الدموع نهرًا على خدي لهوان وإهانة أصاب وأصابت كل عفة وطهارة وبراءة.
وأخيرًا؛ أمسكت القلم؛ وكانت أمنيتي أن أمسك سيفًا من فولاذٍ أمزق به جسد هذا الكائن القذر؛ ثم ألقيه قطعًا لخنازير تلوكه؛ وإن كانت الخنازير أنظف منه وأطهر.. ماذا أقول؛ وماذا أفعل؛ وقد كلت الحيلة؛ وانعدمت الوسيلة .. وإلى الله المُشتكى؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مقالي في بوابة صوت الشعب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق