إذا كان الوَحْلُ في كل مكان فلم تلمْ أحداً على اتساخ قدميه.. «أنيس منصور».
ليسَ للإنسان أجنحة ليرتفع بها عن سطح الأرض كلما دعتْ الحاجة إلى ذلك، وليس بوسعه أن يتحرر من جاذبيتها بدنياً، إلا في حدود الهنيهات، ثم يعود!.
وعليه فلا خلاص للدَّابين على سطح الأرض مما عَلِق به من أوحال وإن تَحروا الحذر والاجتناب، ولذا كان الإسلام رحيماً بأهله حين أعلن رسول الإنسانية «صلى الله عليه وسلم» عن ذلك بقوله «كلُّ بني آدم خطَّاء»، لأنهم ليسوا ملائكة بلا شهوة أو نفس أمارة بالسوء، ولكنهم بشر من طين، يخطئون بحكم طبيعتهم، ولكنهم يتعلمون ويرجعون ويتوبون، ومن ثم قال حبيب الحق وسيد الخلق استكمالاً لحديثه «وخير الخطَّائين التوّابون».
بعضهم حين يتعاملون مع أخطاء الغير - ولو كان هيِّنة - يتعملقون، بل ويتقمصُون دور الملائكة الذين لا يشتهون ولا يذنبون، فترى منهم التقريع والتأنيب لدرجة تدعو على النفور، حتى وإنْ كانت النصيحة خالصة، ذلك لأنها نصيحة لا تنظر إلى الواقع ولا إلى طبيعة الذات البشرية، ومن ثم تفتقد مقدماً إلى مسوغات القبول!.
الآن نحن أمام شريحة ليست بالهينة تمارس الإصلاح بغباء منقطع النظير، ففي حين يتعامَون عن ذات العيوب حين تقع منهم أو من ذويهم أو مُريدهم أو الدائرين في فلكهم، تراهم على النقيض يعتلون منابر الوعظ مُهددين بمقت الله والناس إذا وقعتْ من غيرهم، وهنا تتبدى مُعضلة لا تجد تفسيراً لدى أي عاقل، تتلخص في هذا السؤال: هل محبتك للناس أكثر من محبتك لنفسك فتذهب لإخماد النار التي عَلِقتْ بأثوابهم، وثوبك الملتصق بجسدك تأكله النار؟َ!.. أري ذلك ضربٌ من ضروبِ الغباء والانفصام!.
الأجدى، أنْ تعلمني كيفَ أتعاملُ مع الخطأ إذا وقعت فيه، وكيف أتطهر من أدرانه، وكيف لا أكرر الوقوع فيه؟، فذلك يعني تحصيني مستقبلاً ضد فيروس نفس الخطأ، كما أن طريقة التدرج في إصلاح العيوب أفضل كثيراً، فالعيب كالمرض يحتاج إلى مراحل للعلاج، فإذا انتهينا من علاج واحد انتقلنا لعلاج آخر، وذلك كان شأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام في تربية صحابته وأمته، حتى رأينا كيف كان ينقل الرجل عبر تربية رشيدة من رجل يعبد إله من الحلوى فإذا جاع أكله، إلى رجل تولى قيادة أكبر أمة، بل وعرف أنه من أهل الجنة وهو على قيد الحياة!.
الأجدى، أن تعلمني أن لا أنفصل عن الحياة، وأنْ أحُسن التعامل مع مفرداتها، كما حضَّ على ذلك منهج الله، وفي خضمِّ ذلك علمني أنْ أفصح عملياً عن إنسانيتي المُكرمة، وأن أرتقي بغذاء الروح لتتوازن مع ثقل البدن، فأعيش في تلك الوسطية التي أمرني بها الإسلام «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (77) سورة القصص.
إننا أمام ميراث فكري في الدعوة والإصلاح يجب أن يتغير ليَستطيعَ أنْ يُغيِّر!.
ليسَ للإنسان أجنحة ليرتفع بها عن سطح الأرض كلما دعتْ الحاجة إلى ذلك، وليس بوسعه أن يتحرر من جاذبيتها بدنياً، إلا في حدود الهنيهات، ثم يعود!.
وعليه فلا خلاص للدَّابين على سطح الأرض مما عَلِق به من أوحال وإن تَحروا الحذر والاجتناب، ولذا كان الإسلام رحيماً بأهله حين أعلن رسول الإنسانية «صلى الله عليه وسلم» عن ذلك بقوله «كلُّ بني آدم خطَّاء»، لأنهم ليسوا ملائكة بلا شهوة أو نفس أمارة بالسوء، ولكنهم بشر من طين، يخطئون بحكم طبيعتهم، ولكنهم يتعلمون ويرجعون ويتوبون، ومن ثم قال حبيب الحق وسيد الخلق استكمالاً لحديثه «وخير الخطَّائين التوّابون».
بعضهم حين يتعاملون مع أخطاء الغير - ولو كان هيِّنة - يتعملقون، بل ويتقمصُون دور الملائكة الذين لا يشتهون ولا يذنبون، فترى منهم التقريع والتأنيب لدرجة تدعو على النفور، حتى وإنْ كانت النصيحة خالصة، ذلك لأنها نصيحة لا تنظر إلى الواقع ولا إلى طبيعة الذات البشرية، ومن ثم تفتقد مقدماً إلى مسوغات القبول!.
الآن نحن أمام شريحة ليست بالهينة تمارس الإصلاح بغباء منقطع النظير، ففي حين يتعامَون عن ذات العيوب حين تقع منهم أو من ذويهم أو مُريدهم أو الدائرين في فلكهم، تراهم على النقيض يعتلون منابر الوعظ مُهددين بمقت الله والناس إذا وقعتْ من غيرهم، وهنا تتبدى مُعضلة لا تجد تفسيراً لدى أي عاقل، تتلخص في هذا السؤال: هل محبتك للناس أكثر من محبتك لنفسك فتذهب لإخماد النار التي عَلِقتْ بأثوابهم، وثوبك الملتصق بجسدك تأكله النار؟َ!.. أري ذلك ضربٌ من ضروبِ الغباء والانفصام!.
الأجدى، أنْ تعلمني كيفَ أتعاملُ مع الخطأ إذا وقعت فيه، وكيف أتطهر من أدرانه، وكيف لا أكرر الوقوع فيه؟، فذلك يعني تحصيني مستقبلاً ضد فيروس نفس الخطأ، كما أن طريقة التدرج في إصلاح العيوب أفضل كثيراً، فالعيب كالمرض يحتاج إلى مراحل للعلاج، فإذا انتهينا من علاج واحد انتقلنا لعلاج آخر، وذلك كان شأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام في تربية صحابته وأمته، حتى رأينا كيف كان ينقل الرجل عبر تربية رشيدة من رجل يعبد إله من الحلوى فإذا جاع أكله، إلى رجل تولى قيادة أكبر أمة، بل وعرف أنه من أهل الجنة وهو على قيد الحياة!.
الأجدى، أن تعلمني أن لا أنفصل عن الحياة، وأنْ أحُسن التعامل مع مفرداتها، كما حضَّ على ذلك منهج الله، وفي خضمِّ ذلك علمني أنْ أفصح عملياً عن إنسانيتي المُكرمة، وأن أرتقي بغذاء الروح لتتوازن مع ثقل البدن، فأعيش في تلك الوسطية التي أمرني بها الإسلام «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (77) سورة القصص.
إننا أمام ميراث فكري في الدعوة والإصلاح يجب أن يتغير ليَستطيعَ أنْ يُغيِّر!.
المقال منشور في الاقتصادية ورابطه:
http://www.aleqt.com/2012/04/03/article_643069.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق