07/14/2011 | عبد القادر مصطفى
.. عندما ترحل البساطة عن عش الزوجية، تتحول تلك الأعشاش إلى سجون، يتمنى ساكنوها يوماً يتحررون فيه منها.
والزوجة هي من تملك العصا السحرية لجعل البيت جنة، أو إحالته إلى جحيم مقيم.. ذلك لأن الله هيأها كي تكون سكناً لزوجها، فإذا تنكرت للفطرة التي خُلقت عليها، أثر وساس من إنس وجن، تحولت من كائن رقيق حنون يشع رحمة ومودة، إلى كائن غليظ قاس يجيد صناعة النكد والتعاسة.
كنت ولا زلت أوقن بأن الزوجة ستبقى بصفاتها الجميلة ما دام زوجها وبيتها باقيان على رأس أولوياتها، وما دامت تعتقد بأن هذه رسالتها الأسمى في الحياة، وما دونها مجرد أمور ثانوية تدور في خدمة مهمتها الأولى في الحياة، ألا وهي رعاية زوج، وتربية أبناء صالحين.
لكن الذي حدث أن قائمة أولويات الزوجة قد شهدت ثورة انقلابية في العقدين الأخيرين، ترتب عليها إعادة ترتيب بنودها، فصار الزوج في الذيل، وربما جاء الأبناء في المنتصف، وقبل هذا جاءت رغباتها في احتلال مساحة تحت ضوء الشمس، فآثرت أن تنجح في عملها وترسب في بيتها، ذلك لأنها أنفقت جل وقتها وطاقتها لتكون في منطقة الرؤية والشهرة، بعدما امتعضت من دورها كجذر يهب لأركان البيت الثبات والحياة.
يجب أن نعترف بأن زوجة اليوم ليست كزوجة الأمس، ذلك لأن القيم الذاتية والنفسية قد تبدلت، فصارت الزوجة تبحث عن نفسها في زمن العولمة الذي عبَّدَ لها الطريق كي تزاحم الرجل من مناطقه، لتثبت المساواة المزعومة أمام أنانيتها، وأمام كاميرات تلتقط، وتلفاز يعرض، وصحف تدون.
صحيح أن المرأة قد برزت وصار لها بين الزاعقين صوتاً، لكنها تأخرت تأخراً عظيماً على مستوى بيتها، وما النار التي تأكل استقرار البيوت إلا نابعة من هنا، وما الانحدار الأخلاقي والسلوكي والعلمي لدى الأبناء إلا انعكاس طبيعي لهذا التطلع النرجسي الذي دفع الزوجة لمبارحة عشها وسكنها.
وقد يُفهم أني أرفض عمل الزوجة، وهذا محض تخمين، ولكن أقصد الترتيب الصحيح لقائمة الأولويات، فإذا تعارض العام مع الخاص، فلابد من ترجيح العام، وإذا تعارض الأصل مع الفرع، فلابد من الانحياز للأصل.. العقل يقرر ذلك، كي يبقى قطار الحياة ماضياً على قضبانه بلا انزلاق ولا كوارث.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله من وراء القصد.
---
http://www.albedaya-algadida.com/article-1854.html
abdelkader_khalel@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق